بقلم: فـريد زمكحل
أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤخراً شركة «أباكوس داتا»، أن 68% من الكنديين شعروا أن لديهم القليل جداً من القواسم المشتركة مع المتظاهرين والمساندين «لقافلة الحرية» أو لسائقي الشاحنات الذين يصّرون على موقفهم الرافض لقرارات الحكومة الكندية الملزمة بضرورة أخذ اللقاح وإجراء المسحة الطبية الخاصة بفيروس كورونا لعبور الحدود إلى الأراضي الكندية والتي تصاعدت بمرور الأيام إلى حد الاعتراض على فرض مثل هذه القيود في جميع أنحاء البلاد.
بينما أظهر التقرير بأن 32 في المائة من السكان الكنديين لديهم الكثير من القواسم المشتركة مع سائقي هذه الشاحنات. وقد انطلقت هذه الحركة الاحتجاجية في شهر يناير الماضي بعد إلزام سائقي الشاحنات بضرورة الحصول على اللقاح الخاص بفيروس كورونا حتى يُسمح لهم بعبور الحدود الأمريكية إلى الأراضي الكندية.
وقد وعد منظمو هذه الاحتجاجات بأن يكون احتجاجهم سلمياً وفي إطار من احترام القانون، ووعدوا بالبقاء في أماكنهم طالما دعت الحاجة إلى ذلك مع انضمام الآلاف من المؤيدين لهم ذلك في الوقت الذي وصف فيه قائد شرطة العاصمة أوتاوا هذه الاحتجاجات بأنها الأكبر من نوعها كما لم يعلن رئيس بلدية العاصمة جيم واتسون أي تفاصيل جديدة ومحدده بشأن الاجراءات التي قد يفرضها مستقبلا، بينما قالت الدوائر الشرطية والأمنية بأنها ستعمل على تطبيق القانون بما في ذلك حق اعتقال من يسعى إلى مساعدة المتظاهرين.
وفي تقديري المتواضع للأمر أعتقد بأن الأمر لن يقف عند هذا الحد وسوف يَشهد المزيد من التصعيد في بعض المقاطعات الكندية الأخرى التي ترفض تخلّيها عن هذه القيود أو إلغائها حفاظاً على الأمن الصحي للمواطنين، على الرغم من قيام حكومات بعض المقاطعات الأخرى بإلغاء الإلزام الإجباري للمواطنين بارتداء الواقي الصحي، كما ألغت كافة قيود إثبات التطعيم الكامل اللازم للسائقين الكنديين أو غير الكنديين عند دخولهم للأرض الكندية مثل مقاطعة ألبرتا وسسكاتشوان بدءاً من 14 فبراير الجاري.
والسؤال هنا هل تخلِّي هذه المقاطعات عن تطبيق القيود المفروضة من قبل الحكومة كان نتيجة ما قامت به «قافلة الحرية» أم لا علاقة لها بذلك الأمر؟ مع الأخذ في الاعتبار بأن رئيس مقاطعة ألبرتا من حزب المحافظين (حزب المعارضة الرسمية في البلاد)، بينما رئيس الحكومة الكندية الفيدرالية من الحزب الليبرالي الحاكم! سؤال سنترك الإجابة النهائية عليه للأيام القليلة القادمة.
مع أطيب الأمنيات بإيجاد حل مناسب لكندا يُعيد الهدوء والأمور إلى نصابها الصحيح.