بقلم: يوسف زمكحل
كانت بداية الدولة السعودية الأولى (إمارة الدرعية) على يد محمد بن سعود عام 1744 وسقطت عام 1818 على يد القوات العثمانية بقيادة إبراهيم باشا ثم تبعتها الدولة السعودية الثانية (إمارة نجد) في نفس العام على يد تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود ولكن نتيجة الصراع والحروب الداخلية ضعفت وسقطت على يد آل رشيد حكام إمارة جبل شمر عام 1891 ثم بدأت مراحل تأسيس الدولة السعودية الثالثة عام 1902 على يد الملك عبد العزيز آل سعود وسميت سلطنة نجد ثم المملكة العربية السعودية بعد أن وحدت جميع أراضيها . وبعد أن كان اقتصاد السعودية يتركز حول تربية المواشي والزراعة والتجارة وبعض الصناعات البسيطة بدأ ظهور البترول عام 1938 لتنطلق بكل قوة فتصبح ثاني أكبر احتياطي للبترول وسادس احتياطي غاز وأكبر مصدر نفط خام في العالم وأصبحت المملكة في غضون عدة سنوات من الدول القوية في الاقتصاد فهي تحصد المليارات من بيعها للبترول ومن حصيلة موسم الحج والعمرة ويبدو أن السعودية لم تشكر الله على كل هذه النعم ولكن أرادت أن تفرض نفوذها على كل الوطن العربي ففكرت في أن تستغل الدين الذي هو بمثابة أفيون الشعوب وأخذت من السلفية الوهابية المتطرفة البعيدة عن الإسلام الصحيح بأفكارها العفنة منهجاً لها لنشره في كل أرجاء الوطن العربي فكان من نتيجة هذا قتل المسلم لأخيه المسلم والمسيحي وأنتشرت نتيجة تلك الأفكار المتطرفة جماعات التكفير والإرهاب والتطرف وأنتشر الإرهاب في كل بقاع الأرض إلا إسرائيل التي رحبت بينها وبين نفسها بما يحدث للعالم كله من إرهاب وهي الآمنة الوحيدة من شره في هذا العالم . ونجحت السلفية الوهابية بإخراج تنظيم القاعدة وجماعة أبو سياف وبوكو حرام والنصرة وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية ولم تكتفِ السعودية بهذا بل أرادت أن تغير الحكم العلوي في سوريا الذي يحكمها الرئيس بشار الأسد والتي تقف من وراءه إيران أكبر دولة شيعية في العالم ما أدى إلى تآمر السعودية و أمريكا وتركيا وقطر لزعزعة النظام فمولت وساندت الجماعات الإرهابية لمحاربة بشار الأسد وتدمير سوريا وتشريد الملايين ولكن عدالة السماء لن تسكت فبدأ فعلاً التصدع في العلاقات الأمريكية السعودية بشكل غير مسبوق عندما أصدر الكونجرس الأمريكي بأغلبية ساحقة قانون جاستا الذي يتيح لأهالي ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بأن يرفعوا دعاوى تطالب بالتعويض من المملكة العربية السعودية مع السماح بمصادرة أموالها وأصولها الاستثمارية وهو الأمر الذي يهدد بنهاية التحالف السعودي الأمريكي وسمعنا أن الكونجرس الذي رفض الفيتو الرئاسي لباراك أوباما الأمر الذي أعتبره تمثيلية هزلية لأن السعودية اليوم تُعاقب من قبل الولايات المتحدة في حقيقة الأمر نتيجة للموقف السعودى الذي دعم مصر في ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين التي دعمتها أمريكا بالمليارات وأفسد عليها خططها لتغيير شكل المنطقة برمتها . وقانون جاستا سيدخل حيز التنفيذ بعد أن توافق الحزب الجمهوري والديمقراطي على إقراره . وقبل اصدار هذا القانون بدأت السعودية تعاني اقتصاديا نتيجة لانخفاض سعر البترول عالميا وصرفها ببذخ على الإرهاب خاصة في سوريا التي تحارب جماعات إرهابية من كل إنحاء العالم بغية إسقاط نظام بشار الأسد .. لكن ما حدث في سوريا لن يمر مرور الكرام بالنسبة لعدالة السماء وعلى الباغي تدور الدوائر .