بقلم: فـريد زمكحل
اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2728 الصادر يوم الأثنين الموافق 25 مارس 2024 ، ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان بتأييد 14 عضواً وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت على هذا القرار الذي تقدمَّت به الدول العشر غير الدائمة العضوية بالمجلس.
والسؤال هنا هو مدى جدية التزام حكومة نتنياهو بتنفيذ هذا القرار من عدمه؟ الذي أدان بوضوح جميع الهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية، وكل أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين مع إطلاق سراح جميع الرهائن وزيادة وتأمين توفير المساعدات الإنسانية للمدنيين من أهالي غزة، الأمر الذي علَّق عليه وزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت بعد صدوره مباشرة بأنه ليس هناك حق أخلاقي لأحد بالمطالبة بوقف الحرب دون تحرير المختطفين، بينما اتهم وزير الأمن القومي لدولة الاحتلال إيتمار بن غفير مجلس الأمن والقرار الصادر عنه ووصفه بأنه يثبت عدائية الأمم المتحدة وأمينها العام ضد السامية لصالح حماس، ما أدى ببنيامين نتنياهو لإلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وفد إسرائيلي لواشنطن نتيجة امتناعها عن استخدام حق النقض ضد هذا القرار الذي وصفه بأنه تراجع واضح لمواقف الولايات المتحدة الأمريكية المساندة لإسرائيل في مجلس الأمن منذ بدء الحرب.
وإن كنت أعتقد بأن الأمر برمته لا يخرج عن كونه مسرحية هزلية متفق عليها بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية ربما بهدف تحقيق مكاسب انتخابية في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة مع إعطاء مهلة لجيش الاحتلال الذي أصابه التعب وطاله الإنهاك لطول أمد الأعمال القتالية التي تقترب من شهرها السادس دون تحقيق أي انتصار فعلي على الأرض أو حتى النجاح في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من المدنيين المحجوزين لدى حركة حماس منذ السابع من أكتوبر 2023 ، ما أدى لتدهور الحالة النفسية للعديد من المجندين الإسرائيليين، بخلاف الأضرار الاقتصادية التي طالت الاقتصاد الاسرائيلي نتاج هذه الحرب الطويلة التي أثرت على النشاط السياحي والتجاري والصناعي بشكل غير مسبوق.
وإن كان المقلق في تقديري هو نص القرار الذي جاء فيه «وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف»، ولم يذكر القرار أي شئ عن مرحلة ما بعد انتهاء شهر رمضان!
والسؤال الأخير والأهم هو ماذا لو لم تلتزم إسرائيل بتنفيذه ؟ وهل سيؤدي ذلك إلى تعرَّضها لبعض العقوبات الاقتصادية من المجتمع الدولي أم لا؟
في اعتقادي أن الأيام القليلة القادمة كفيلة بالرد على كافة هذه التساؤلات المهمة وعلى درجة كبيرة من الأهمية؟
وفي الختام أتقدم من الجميع بخالص التهاني بمناسبة عيد القيامة المجيدة أعاده الله على جميع شعوب الأرض بالخير واليُمن والعدل والسلام.