بقلم: بشــير القــزّي
كلّنا يذكر قصّة سليمان الحكيم عندما أتته امرأتان ووقفتا في حضرته وطلبتا منه الفصل بينهما حول أمومة مولود تتنازعان أحقّيّته! وإذ لم يتمكّن من الفصل بين المرأتين طلب سيفاً من حاشيته وقال: “سأقطع هذا المولود قسمين وأُعطي كلّ امرأة نصف هذا الطفل! فما رأيكما؟” وافقت الأم المدّعية على الحل، إلّا أنّ الأم الحقيقية رفضت وقالت: “أعطها المولود ولا تقطع إبني!” عندئذٍ حكم سليمان الحكيم وقال: “هذه هي الأم الحقيقية، أما تلك فهي مزيّفة!”
لذا كان من الواجب أحياناً استنفاد بعض الأساليب كي لا نقضي بسرعة على صرح أخذ بناؤه الكثير من الجهود بينما قام الآخرون بوضع العصي في عجلات العربة التي تُقلّ الجموع نحو الأمام!
قصّة ثانية حدثت بالفعل منذ عقود في جنوب لبنان! وإذ ان “الواسطة” كانت دوماً العامل الأهم في اختيار المؤهّلين للمناصب، قام أحد السياسيين الكبار بتعيين أحد “زِلمِهِ” في منصب ٍ في وزارة التربية. مرّت السنون وإذ بالموظف يعود لزعيمه مستنجداً:” يا بيك! لقد قام مجلس الخدمة المدنيّة بتأليف لجنة فاحصة، وأنا لا أفقه كتابة اسمي!” أجابه البيك: “أترك الأمر لي، فسأقوم بحلّه!” بعد أسابيع عاد الموظّف للإستفسار فقال له البيك: “حلّينا المعضلة! عيّنّاك باللجنة الفاحصة!”
وهكذا نجد البعض، حتى في أيّامنا هذه، ما أن يستلموا منصباً ليسوا أهلاً له، ينتقدون نصوص من يفوقونهم كفاءة واقتداراً!
وبالخلاصة: “لا تخشَ كثيراً سليطي اللسان، بل اخشَ أكثر سليطي القلم، لان ما يكتبونه يلاحقك حتى بعد مماتك!”