جيش إسرائيل يكشف أنه كان يستهدف “مسلحا من حماس” عندما قتل 7 عاملين إنسانيين في غزة، مقرا باقتراف سلسلة “أخطاء فادحة”.
وقُتل العاملون السبعة في 3 غارات خلال 4 دقائق بمسيّرة إسرائيلية، بينما كانوا يفرّون من سيارة إلى أخرى، وفق ما قال الجيش الذي أشار إلى “خطأ عملياتي في تقييم الوضع” بعد رصد مسلح يشتبه بأنه من حركة حماس.
وأثار القصف الإسرائيلي إدانة دولية، وحقق الجيش داخليا تحدّث عن نتائجه اليوم.
وقال الجنرال المتقاعد يوآف هار إيفين، الذي يقود التحقيق، إنه تمّ طرد ضابطين وهما برتية كولونيل ومايجور، مشيرا إلى أنهما من أمرا بالقصف.
وبثّ ضباط إسرائيليون أمام صحفيين مقاطع فيديو التقطتها مسيّرة لشخص قدمّوه على أنه “عنصر من حماس” انضمّ إلى موكب منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركز العالمي)، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “التحقيق في مقتل موظفي الإغاثة خلص إلى حدوث خطأ في تحديد الهوية واتخاذ القرار”.
وأوضح أن قائدا افترض خطأ أن مسلحين من حماس كانوا في مركبات وورلد سنترال كيتشن.
واعتبر الجيش أن الغارات على مركبات موظفي الإغاثة “انتهاك خطير للأوامر”، مشددا على أنه سيتم توبيخ ضباط كبار من بينهم قائد القيادة الجنوبية.
وتابع قائلا: “سنقيل قائد كتيبة الدعم الناري ورئيس أركان الكتيبة على خلفية حادث مقتل موظفي الإغاثة”.
وأثارت مأساة استهداف عمال الإغاثة غضبا دوليا، وتأتي بعد نحو 6 أشهر من الحرب المدمرة، التي اندلعت في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة جنوب إسرائيل.
ونددت دول عديدة، بينها الإمارات، بالغارة التي طالت فريق “المطبخ المركزي العالمي”، الذي أسسه الطاهي الإسباني الأمريكي خوسيه أندريس.
وأعربت منظمة الإغاثة عن “صدمتها” لمقتل أعضاء فريقها “الأبطال”، بينهم فلسطيني ومواطنون من أستراليا وبريطانيا وبولندا، معلنة تعليق عملياتها في غزة.
ومنذ اندلاع الحرب، تسهم منظمة “المطبخ المركزي العالمي” في توفير وجبات طعام بقطاع غزة، حيث إن غالبية السكان البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة مهددون بالمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
وعقب تصريحات الجيش الإسرائيلي والإقرار بالخطأ دعت منظمة وورلد كيتشن، اليوم الجمعة، إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في مقتل موظفيها بغزة.
وشددت المنظمة على أن الجيش الإسرائيلي لا يمكن أن يحقق بنفسه في مقتل موظفيها “بشكل موثوق به”، وفق بيان لها.
وأكدت أنه دون تغيير منهجي لدى الجيش الإسرائيلي ستحدث إخفاقات عسكرية أخرى ومزيد من الاعتذارات والأسر المكلومة.