بقلم: سليم خليل
تقع منطقة التيبيت في الصين في جبال همالايا وأطلق عليها إسم سقف العالم لإرتفاعها وجبالها التيجانية، وتعتبر أعلى منطقة مسكونة في العالم ٤٣٨٠ متر أعلى من سطح البحر . كانت دولة مستقلة يقطنها خليط من الجنسيات والأعراق من أديان ومذاهب مختلفة أكثرهم من البوذيين وبعض المسيحيين والمسلمين . أما الآن فهي مقاطعة من الصين وتنعم بنوع من الحكم الذاتي.
مؤخرا إنتهى مشروع بناء سكك حديدية طولها ٤٣٥ كيلومترا ؛ وهو امتداد لسكك حديدية تربط التيبيت بأقرب عاصمة ولاية في المناطق السهلية تبعد مسافة ١٧٤٠ كيلومتر. تمر القطارات عبر ٤٧ نفقا وعلى ١٢١ جسرا طول أحدها ٥٢٥ مترا ، يعتبر هذا الجسر الأعرض والأعلى ارتفاعا في العالم ، تسعون بالمائة من المشروع على إرتفاع أكثر من ٣٠٠٠ مترا وتم بناء المشروع بمدة ستة سنوات فقط . تختصر الجسور والقنوات الجديدة مدة الرحلة من ٤٨ ساعة إلى ١٣ ساعة فقط.
المعروف أنه في المناطق المرتفعة تنقص نسبة غاز الأوكسجين في الجو ويشكل هذا النقص خطرا على السواح القادمين من المناطق السكانية المنخفضة نسبيا ؛ لذلك زودت الصين القطارات السياحية المتوجهة إلى المرتفعات بمضخات أكسيجين مثل الطائرات لضمان التوازن والوضع الصحي للركاب وللسائحين ، كما جهزت قطارات المرتفعات بزجاج شبابيك مطلية بمواد تمنع الأشعة الفوق بنفسجية .
تربط شبكة السكك الحديدية في الصين ٣١ مقاطعة بقطارات سريعة تعمل على الكهرباء وعلى المحركات العادية لاستعمال الطاقة حسب اللزوم في الطرق المزودة بالكهرباء أو في الطرق العادية.
سرعة القطارات على سكك المرتفعات ١٦٠ كيلومترا في الساعة ، أما في المناطق السهلية تسير أكثر القطارات بسرعة ٣٥٠ كيلومترا في الساعة .
تسلك طريق القطار الجديد المناطق الجبلية المتنازع عليها بين الصين والهند، ونسمع من وقت لآخر أخبار اشتباكات بين الجنود الصينيين والجنود الهنود .
يقدر طول الخطوط الحديدية في الصين أربعين ألف كيلومترا ويستمر بناء خطوط جديدة ليصل المجموع إلى سبعين ألف كيلومترا عام ٢٠٣٥. تعتبر الصين هذا التطور كرمز لازدهارها وقوتها الاقتصادية .
تمر القطارات في قرى ومدن قديمة وفي مدن جديدة جبارة تم بناؤها بسرعة عجيبة بجانب مجمعات صناعية تغزو العالم أجمع بمنتجاتها المختلفة العادية وذات التقنية العالية وبأسعار زهيدة أربكت كافة الميازين التجارية والإقتصادية في كافة أسواق الكرة الأرضية .