بقلم: يوسف زمكحل
الرئيس دونالد ترامب نام ثم أستيقظ وأصدر بيان يقول فيه يجب السماح للسفن الأمريكية الحربية والتجارية المرور في قناة السويس دون تحصيل منهما أي رسوم ثم برر تصريحه وقال لولا الولايات المتحدة الأمريكية لما كانت هناك قناة السويس .!
وأنا لا أدري كيف يتكلم ترامب ويقول هذا الكلام الذي ليس له أي أساس من الصحة فقناة السويس في الوقت التي تم أفتتاحها عام 1869 بعد عشر سنوات من بدء الحفر فيها كانت أمريكا تعاني من اثار حرب أهلية بين الشمال والجنوب وثلاثة حروب دخلت فيها مع بريطانيا والمكسيك وأسبانيا .
قناة السويس قناة مصرية حفرت بإيدي ما يقرب من مليون عامل مصري مات منهم أكثر من 120 ألف عامل أثناء عملية الحفر بسبب وباء الكوليرا والعطش والمعاملة السيئة .!
وفي يوليو عام 1956 قام الرئيس جمال بتأميم قناة السويس، وهي تعد إحدى أهمم الممرات البحرية في العالم نظراً لما توفره من جهد ووقت وتكاليف للإقتصاد العالمي ويمر فيها 8% ،12% من حجم التجارة العالمية .
وصل إيرادها السنوي إلى نحو 4ر9 مليار دولار أمريكي في العام الحالي وإن كانت تأثرت كثيراً بسبب ما يفعله الحوثيون في البحر الأمر وضربهم للسفن التي تتعاون مع إسرائيل الأمر الذي كان له الأثر السيئ على إيرادات قناة السويس .
وتعرضت قناة السويس لتوقف الملاحة فيها أكثر من مرة على مدى تاريخها أولها كان لمدة يومين أعقاب الثورة العرابية والثانية تعطلت لمدة 11 يوماً عندما أصطدمت كراكة مع سفينة في 10 يونيو عام 1885 وأدى ذلك إلى غرق الكراكة والتعطل الثالث كان لمدة 10 أيام عندما أصطدمت سفينتان في 2 سبتمبر 1905 مما أدى إلى أشتعال النار في إحداهما والتعطل الرابع لمدة يوم واحد عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى بسبب غرق عدد من السفن في ميناء بور سعيد والتعطل الخامس لمدة 76 يوماً خلال الحرب العالمية الثانية والتعطل السادس بسبب غرق إحدى السفن في سبتمر عام 1952 والتعطل السابع لمدة خمسة أشهر عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وأعيد أفتحها عام 1957 والتعطل الثامن لمدة 8 سنوات بعد حرب يونيو 1967 وحتى يونيو 1975 والتعطل التاسع لمدة 6 أيام بسبب جنوح السفينة أيفرجرين وذلك في 23 مارس عام 2021
ولولا قناة السويس يا سيادة الرئيس ترامب التي سمحت بمرور السفن الحربية الأمريكية لإنقاذ إسرائيل من تهديدات إيران والحوثيين لماتت خوفاً ورعباً .!