بقلم : فـريد زمكحل
كنت أتمنى أن التصريح الصادر عن الإعلامي والنائب البرلماني المصري مصطفى بكري ، رداً على التصريح الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ويتمحور، حول تكليفه للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لشن هجوم على رفح، حيث وصفه بكري «بالجنون بعينه» وبأن مثل هذه الخطوة من جانب إسرائيل كفيلة بتغيير معادلة العلاقات مع مصر وانقلاب الأوضاع رأساً على عقب.
أقول كنت أتمنى لو صدر هذا التحذير لإسرائيل من خلال كلمة متلفزة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حتى تصل الرسالة مباشرة إلى أسماع رئيس الوزراء الإسرائيلي وجميع دول العالم، وحتى يتحمل الجميع مسئوليته لو اتخذت مصر قرارها بالدخول بمواجهة عسكرية مع هذا الكيان الغاصب حماية وحفاظاً على أمنها القومي بمنع أي محاولة للتهجير القسري للفلسطينيين تجاه الأراضي المصرية، خاصة وقد سبق لمصر تحذير إسرائيل من أية هجمات إسرائيلية على رفح بهدف السيطرة على محور صلاح الدين والذي يعتبره الجانب الإسرائيلي بأنه آخر المعاقل لحركة حماس، وسيتم القضاء عليه وتحقيق الانتصار الكامل في غضون عدة أشهر، وهو ما أكد عليه خلال مؤتمر صحافي تم عقده في وزارة الدفاع وزير الدفاع الإسرائيلي يوأف غالانت، مؤكدا على أن الهدف القادم هو رفح، وقيادة حماس وتحديداً بقتل يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة الذي على حد وصفه يعيش في حالة فرار دائم ومستمر ، مؤكداً على أنه لا يوجد مكان يمكن لحماس أن تختبئ فيه بما في ذلك رفح، زاعماً بأن الجيش الإسرائيلي سحق أكثر من نصف قوات حماس ما أدى بوزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن بالإعراب عن بالغ قلقه من احتمالية قيام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية في رفح جنوبي قطاع غزة، كما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تداعيات إقليمية لا تحصى في حال شن إسرائيل لهجوم برى محتمل على مدينة رفح التي اكتظت وتضيق بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر.
أقول كنت أتمنى لو أن التحذير المصري قد صدر عن الرئيس عبد الفتاح السيسي وليس عن طريق النائب مصطفى بكري، حتى يتم أخذه والتعامل معه من الجانب الإسرائيلي بصورة أكثر جدية.
ومازلت أمل أن يتدارك الرئيس هذا الخطأ بصورة سريعة واضحة حاسمة .. وأنتظر مثلي مثل مئة مليون مصري أن تكشَّر مصر عن أنيابها ولو لمرة وحيدة واحدة في عهد الرئيس السيسي ضد كل ما يصدر من تصريحات عدائية من حكومة نتنياهو وجيش دفاعه المتغطرس الذي بات في أمس الحاجة بتذكيره بقوة وقدرات الجيش المصري العسكرية خاصة في معاركه المصيرية دفاعاً عن أمن مصر القومي.
وعاشت مصر قادرة قوية ليعود حق الشعب الفلسطيني كاملا متكاملاً … والله ولي التوفيق.