بقلم: ﭽاكلين جرجس
معلوم أن مصر تمتلك كنوز و أثار عظيمة حيرت العالم منذ قديم الزمان فلدينا مدن بأكملها تعتبر متاحف مفتوحة مما أغرى البعثات الأثرية والرحالة بالقدوم إلى مصر دون انقطاع، وكانت مصدر إلهام لمئات الكـتّاب ، و خاصة الباحثون فى علوم المصريات بالكتابة عن هذا التاريخ العريق و المجد العتيد الذى صنعه أجدادنا .
منذ فترة نشرت مجلة لندن ريفيو أوف بوكس الأدبية مراجعة نقدية لكتاب «عالم تحت الرمال.. المغامرون وعلماء الآثار فى العصر الذهبي لعلم المصريات» لعالم المصريات الإنجليزي توبى ويلكينسون والذى صدر منتصف أكتوبر الماضي ، متناولا مغامرات علماء الآثار في أغوار وأحجيات مصر القديمة، و يحكى الكتاب، قصة الآثار المصرية وعلماء المصريات من خلال سردٍ لتاريخ مصر السياسي منذ الاستعمار حتى الاستقلال وتأثير الحقب والقيادات السياسية المتعاقبة على حركة الاكتشافات الأثرية وعلم المصريات، أوضح ويلكينسون فى بداية كتابه أن اهتمام الغرب وولعه بالحضارة المصرية أثار اهتمام المصريين بها كما زاد من وعيهم السياسي فكان فهم وتقدير الغرب للحضارة المصرية وتسليطه الضوء عليها هو بمثابة هدية أوروبية لتحفيزهم للحصول على الاستقلال ….
وإذا كان فك شامبليون للهيروغليفية فى عام 1822 يمثل بداية العصر الذهبي لعلم المصريات، فإن عام 1922 قد مثل نهايته، حيث كان اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون من قبل هوارد كارتر بمثابة الفصل الأخير، فخلال أول شتاءين من العمل فى مقبرة توت عنخ آمون، اشتبك كارتر مع الحكومة المصرية حول الوصول والسيطرة، فى فبراير 1924 وبقرار من رئيس وزراء مصر سعد زغلول سحبت مصلحة الآثار تصريح كارتر للعمل فى المقبرة، إلا أنه عاد بعد أن أجبرت بريطانيا زغلول على التنحي عن السلطة (انتقامًا لاغتيال الجنرال ستاك فى القاهرة فى نوفمبر 1924) وافترض كارتر ولورد كارنارفون أن جزءًا من الكنز سيكون ملكًا لهما لمشاركته فى المتحف البريطاني ومتحف متروبوليتان للفنون، ولم يخطر ببالهم أن المصريين قد يكون لهم رأى آخر، فى عام 1930، دفعت الحكومة المصرية لأرملة كارنارفون 36 ألف جنيه إسترليني لتعويضها عن تكاليف التنقيب وأعادت كنزها الوطنى….. “.
انتهى الاقتباس من الكتاب و ما تبقى لدينا إلا أن نقول أن الحضارة المصرية حيرت العلماء على مدى التاريخ و لازالت حضارتنا تنضح بما فيها من علوم وتعلن لنا عن أسرارها فنحن نبهر العالم ؛خاصة و قد تم الإعلان مؤخرا عن اكتشاف ما يزيد على 100 تابوت عمرها أكثر من 2500 سنة، و40 تمثالاً تعود للعصر المتأخر، بداية من الأسرة 26 وحتى الأسرة 30 ، و من أهم تلك الاكتشافات “جبانة الحيوانات المقدسة، وورشة التحنيط، ومقبرة واح تي“، ومن المتوقع أن تسفر الحفائر في العام المقبل للكشف عن ورشة لتصنيع التوابيت الخشبية للمومياوات، أسوة بورشة التحنيط الخاصة بجبانة الحيوانات المقدسة فأرضنا تخفي المزيد من الأسرار فمن يتخيل أن تظهر التوابيت بألوان زاهية و نقوش مذهبة حتى الآن !.
وإذا كان علماء المصريات في الغرب يحتفون بحضارتنا فيجب علينا أن نكون أكثر وعيا لتلك الكنوز و استثمارها و عرضها على العالم في فيديوهات بتقنيات حديثة و إنشاء مواقع و صفحات الكترونية بغرض جذب السياح لزيارة مصر بالطبع أن عملية تطوير السياحة ليست بالخطوة السهلة في أي دولة لكنها القوة الدافعة للتنمية الاقتصادية في البلاد .