بقلم: ﭽاكلين جرجس
الشخص الإيجابي هو الإنسان الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقى فى حياته و حياة من حوله فهو الذى يهتم بنشر العلم والمعرفة الراقية ونشر الفضيلة بين أبناء الوطن من أجل أن يعيش الكل فى وطن متقدم حر وراقي بكل المقاييس ، لكن علينا الأخذ فى الاعتبار أن المواطن الإيجابي يجب ألا يقتصر دوره على أمور خاصة به فقط و بحياته أو فى محيط أسرته و أصدقاؤه فقط ، بل عليه أن يشمل اهتمامه كل مكونات الوطن ، عليه أن يعى جيًدا دوره فى المجتمع و تعزيز قيم المواطنة و الولاء و الانتماء لبلده حيث إن مفهـوم المواطنـة قديـم، يعّبر به المواطن عن حبه للوطن وهـو مفهــوم شــامل أيضــا، يرتبــط بــه مجموعــة مــن المفاهيــم الــتى تحــدد علاقــة المواطنـيـن ببعضهــم البعــض وعلاقتهــم مــع الدولــة و من هنا نشــأ الترابــط بـيـن المواطنــة والهويــة الوطنيــة بشــكل طبيعــي، نظــرا لارتبــاط الوضــع القانونــي للمواطــن بالدولـة بشـكل عـام، أي الربـط بـين المواطـن والوطنيـة و الوطن الذى يضمن للجميع أن يكونوا متساويين فى الحقوق و الواجبات و الكرامة .
و من هنا يتأكد لنا دور المواطن الإيجابي الذى يسعى لبث الوعي بضرورة التعايش السلمي والتآخي والتعاضد بين أبناء الوطن الواحد لينعم الكل بالأمن والاستقرار هذا الوطن الذي قدم الكثير للمواطنين وهو الأن يحتاج منهم أن يبادروا برد الجميل من خلال مساندة الدولة و المشاركة الفعالة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فسواء كان المواطن بداخل أو خارج مصر ، لذلك اهتمت وزارة الهجرة بإطلاق حملة “ شارك بصوتك” لحث المصريين بالخارج على القيام بدورهم الوطني، خاصة أن الدولة حريصة على إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في بناء المستقبل، حيث تؤكد وزيرة الهجرة السفيرة سها جندى أنه بمشاركة المصريين بالخارج نؤكد حقنا ونرسل رسالة للعالم بأن المصريين هم مَن يصنعون قرارهم بأيديهم، وأن المشاركة الفاعلة تسهم في صنع القرار السياسى.
لذلك ، علي المواطن أن يثق فى دوره المحوري و تأثير مشاركته على مجريات الأمور فى البلد ، حيث أن أهمية المشاركة الانتخابية تكمن في أهمية شعور الناخب بمدى تأثير صوته الانتخابي في العملية الانتخابية، وكلما كان لصوت الناخب في العملية الانتخابية تأثيراً قوياً كلما أكد هذا التأثير أن المسيرة الديمقراطية تسير على نهج سليم في البلاد و هو ما تحتاجه مصر خاصة مع ما تواجهه فى الآونة الأخيرة من تحديات جمة تحتاج إلى تكاتف ابناؤها فى الداخل و الخارج تلك التحديات الخطيرة تتطلب التدقيق فى اختيار من يقود الوطن فى هذه المرحلة ولديه القدرة على قيادة البلاد و مواجهة كل تحدى يضر بالأمن القومي للبلاد كل هذه التحديات جعلت مهمة الرئيس القادم صعبة جدا لذلك فمهما كان اختيار الشعب لرئيسه إلا أن الرئيس القادم يحتاج إلى دعم الشعب المصري بقوة .
بالطبع الشعب يعيش مرحلة حرجة اقتصاديا و اجتماعيا و نفسيا فالشعب يعاني من مشاعر الإحباط التي تدفعه إلى الشعور بعدم جدوى المشاركة في صنع القرار السياسي، كونه يتخوف من أن المشاركة الانتخابية لن تغير الواقع، ولن تحقق له متطلباته ؛ومن أجل ضمان أفضل علاقة إيجابية بنَّاءة ومؤثرة يجب أن يحرص المرشحين على إبراز توجهاتهم و برامجهم الانتخابية بوضوح و شفافية ، حتى يطمئن الشعب و يشارك في عملية التصويت من جهة ؛ وأنْ تتمَّ عملية الاختيار والانتخاب على وفق معايير دقيقة ، كما أن المشاركة في الانتخابات تعد واجباً وطنياً وإستحقاقاً دستورياً، يتطلب مشاركة الجميع، تأكيدا على الإلتزام بالنهج الديمقراطي والحرص على إتاحة المجال للمشاركة الشعبية في صنع القرار .
فى أخر المطاف نجد أن حب الوطن هو القيمة الإيجابية الأعلى والأسمى و علينا أن نكون دوما عضد و سند له ،خاصة بعد أن خاض الشعب ثورة هى الأهم فى تحديد مصيره و مستقبله وأصبح الجمهور البسيط العادي يهتم بالشؤون السياسية، وأصبح يدرك أن السياسة لاتنفصل عن حياته اليومية ، وأن الظروف الاقتصادية القاسية التى يمر بها ، كلها أمور ترتبط بالشؤون السياسية، فبالرغم من مخاوفه إلا أنه مدرك تمامًا لأهمية أن يكون أكثر إيجابية و فاعلية ومشاركة و أكثر تأثيراً في الرأي العام ؛فالمواطن الإيجابي هو العمود الفقري لأى مجتمع و يعتبر من الركائز التي يعتمد عليها الوطن بوقوفه ثابتا في المحن والملمات ، و هنا يتجلى دور أصحاب المبادرات الايجابية حيث يجب عليهم أن ينشروا الأمل فى مستقبل أفضل فى الفترة الرئاسية القادمة لمصر.