فـريد زمكحل
التهجير الجبري لسكان شمال قطاع غزة البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة بناءاً على أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال 24 ساعة في إتجاه الجنوب، أمر غير مفهوم ولا يخضع للعقل أو المنطق، وإن يؤكد على حقيقة إفتعال هذا الصراع ووجود شكل من أشكال التواطؤ الدولي للإطاحة بالشعب الفلسطيني إلى خارج أراضيه من خلال تفعيل ما يُعرف (بصفقة القرن) الخاصة بإقامة الوطن الفلسطيني البديل على الأراضي المصرية في شبه جزيرة سيناء .. وسط اللا فعل من جانب المجتمع الدولي المساند لإسرائيل مئة في المئة حتى من قبل إشتعال فتيل الصراع الدائر حالياً للأسف مع الضعف العربي الملحوظ والمعتاد للضغط على المجتمع الدولي لإقرار إقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقرة.
والفرق كبير بين تجريمنا وإدانتنا لمنظمة حماس الإرهابية وبين قبولنا لفكرة تهجير وإدانة كل سكان قطاع غزة والحكم عليهم إما بالموت أو بالرحيل عن بيوتهم وأراضيهم ومصالحهم بسبب أخطاء بعض من قادتهم الإرهابيين.
الخلاصة ..
لا لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم والأشرف لهم الموت عليها دفاعاً عنها عن الموت خارجها!
ولا للتوطين القسري لهم في شبه جزيرة سيناء لأنه بمثابة قضاء على القضية الفلسطينية والأعتراف بموتها مع سبق الإصرار والترصد، ومن يرضى بهذا مهما كان موقعه أو جنسيته خائن وعميل لا محال في ذلك!
لأن التنازل عن الأرض لغير أهلها خيانة لا تغتفر ولا يمحوها التاريخ.