بقلم : عادل عطية
في ظل الجمهورية الجديدة؛ أتساءل: لماذا الإحتفاء، كل عام، باليوم الثالث والعشرين من يوليو؟!…
هذا التساؤل، ليس بادرة لكتابة الشعر فيه، وليس للإصطفاف مع المحتفين به، وإنما للتأمل، وللإعتبار، وللمراجعة!
فالذي نسميه بثورة 23 يوليو 1952، قام بها بعض ضباط من الجيش. وأما ثورة 30 يونيو 2013، فقد قام بها شعب بأكمله!
في الأولى: تغيّر نظام الحكم من الملكية إلى الجمهورية، وفي الثانية: وُلد عصر من جديد!
في الأولى: الغرور والطموح، صنعا الثورة. وفي الثانية: حب الوطن ومجده، كان هو الباعث على سنة انبعاثها، وشهر قيامتها، واسابيع انتفاضتها، وأيام تمردها!
ليس هذا كل شيء…
فلا بد أن نُقرّ ونعترف، بأن جذور “الضباط الأحرار” من رفاق جمال عبد الناصر، كانت تمتد في غالبيتها للإخوان المسلمين، الذين لا يعترفون بالوطن، ولا يدينون بالولاء والاخلاص لحدوده، حتى أنهم تجرأوا، في ذلك الوقت، وغيّروا هوية مصرالتاريخية، لتصبح: “الجمهورية العربية المتحدة”!
وأظنني لن أكون مخطئاً أن أدّعيت أن الإخوان حكموا مصر منذ 23 يوليو 1952 حتى 30 يونيو 2013، ولكن بنسخ مختلفة: النسخة الناصرية، والنسخة الساداتية، والنسخة المباركية إلى أن حكموا بنسختهم الخاصة لمدة عام!
في هذه السنوات، انحدرت مصر، وكادت تتلاشى مكانتها بين الأمم؛ لذلك يتعذّر علىّ جداً أن أبجّل في إخلاص الضباط الأحرار، وأن أحتفل بثورتهم، بل إنقلابهم!
لقد فعلها الرئيس السادات، عندما مرّ بأول سفينة من قناة السويس في 5 يونيو 1975؛ ليغطي إلى الأبد على التاريخ الأسود لنكسة 5 يونيو 1967.. وهذا ما يجب علينا فعله، وذلك بالغاء ذكرى 23 يوليو من لائحة الأعياد، حتى لا نكون كمن أصيب بـ “عمى الزمان” على حد تعبير المفكر الدكتور مراد وهبة، والذي يعني فقدان القدرة على التمييز بن آنات الزمان: الحاضر، والماضي، والمستقبل، بسبب اقتصار الرؤية العقلية على آن واحد فقط هو الحاصر. وحتى لا نكون مثل الطلبة الذين يقضون الليالي الطوال، استعداداً للإمتحان، ثم ينسون كل شيء بعد أداءه!