بقلم: عادل عطية
يكرهون فالنتين؛ لأنهم لم يختبروا الحب بعد، ومشاعرهم عاجزة عن مشاركة احساس الاشخاص الذين يُعتبر الحب بالنسبة لهم قصة غير منتهية، ولأن يدهم المشغولة بحمل السلاح لا تعرف كيف تكتب بطاقات المعايدة!
يكرهون فالنتين؛ لأنه داعية إلى الحب والسلام، وهم يكرهون أنفسهم، والذى يكره ذاته لايستطيع أن يحب غيره!
يكرهون فالنتين؛ لأنهم يعتبرونه غريباً عنهم، ولم يفقهوا بعد أنهم عندما يولدون يصبحون تلقائياً جزءاً من عائلة العالم، حتى وإن انتموا إلى عائلة خاصة!
يكرهون فالنتين؛ لأن وردته الحمراء، أكثر إثارة، وأكثر جمالاً من مشاعرهم الدموية المفزعة!
يكرهون فالنتين؛ لأنه ينتزع منهم، بمثاليته، شعبيتهم المغمورة في ذلك اليوم المكتوب باسمه على روزنامة من وضعنا، وتقديرنا!
يكرهون فالنتين؛ لأن بسببه ظهرت الدعوة إلى الاحتفال بعيد الحب، وهم ليسوا بحاجة إلى مناسبة تجمعنا معاً، وتحملنا على جناحها إلى أحلامنا العليا، فيكفي مناسباتهم التي تنفرد بالسب والدعاء على الآخرين!
يكرهون فالنتين؛ لأنه ضحى بنفسه من أجل حياة وسعادة الآخرين، بينما هم يضحون بأنفسهم من أجل فناء غيرهم، وايقاع العذاب بأحبائهم!
يكرهون فالنتين؛ لأنهم يكرهون التاريخ، وهو في التاريخ، وفي التاريخ توجد أفكار لا يمكن مقاومتها، لأنها تنبع من أعمق أعماق الاشواق التي يتوق إليها البشر!
يكرهون فالنتين؛ لأنهم يكرهون الاساطير، وقد جاء تحقيقاً لاسطورة لا تريد أن تموت، لأنها تعبّر عن شهداء الحب، والشهداء أحياء في مجد!
يكرهون فالنتين؛ لأنهم عاجزون عن أن يشرحوا لنا: ما الذي يضيرهم في أن يكون هناك راهب ما، في مكان ما، فى زمن ما، اجترح ملتقى عميم، لكي يتحابب فيه بني البشر، ولكى نتصافح ونهدى بعضنا البعض أجمل الزهور؟!
انّهم يكرهونه، كراهيّة التحريم : لكل المشاعر التي تشرح الصدر، ولكل السبل المؤدية إلى الخير. ولأن اسمه عصي على أن يُغطى بالظلام – ظلامهم – ولما لا فأسمه أصبح اسماً إنسانياً من أسماء الحب!…