شعر: جاسم نعمة مصاول
كيفَ أحبُّ امرأةً
تفتقدُ ذاكرتي؟
تمحو كلماتي من صفحاتِ دفاترها
كيفَ أرحلُ معها
الى جزرِ الاحلامِ؟
وهي تغتالُ حريةَ افكاري
تلجمُني بأشرعةِ المراكبِ
تحجبُ ضوءَ قمري
تقطعُ أزهارَ حديقتي
تمنعني أن ارقصَ
مع نساءِ الليلكِ
أن أنشرَ أفراحي
مع أعراسِ الغجرِ
تغلقُ الطرقاتِ والارصفةَ والموانئَ
في وجهي
وأضيعُ في متاهاتِ الشمسِ
تستعمرني في براكينِ غضبها
تسحقُ روحي الملتهبةَ بالصمتِ
تذكرُّني بعجائبِ عشاقِها
بطقوسِها ولذائذِها معهم منذ العصرِ الحجري
أصبحَ تاريخُها بركاناً
يتراءى لي اخطبوطاً
يلتفُ حولَ عُنقي
كيفَ أسيرُ معها في الاحجارِ
حفظتُ كلماتِها وغضبَها
أسقطُ في بحرِ الخوفِ
لم تكنْ مجردَ امرأةٍ
تأمرُ كأميرةٍ
تمارسُ السحرَ كغانيةٍ
ترقصُ كطيرٍ يرتشفُ الخمرَ
تنزعُ عني جسدي
تصرخُ وهماً من متعتِها
تشكو لي أن الطلاسمَ تطاردُها
في لحظاتِ الحلمِ
احتَستْ خمرتَها في محطاتٍ لم تذكرها
عند ندى الصبحِ
لتُذيبَ ثلوجَ مساماتي
فِيْ حرارةِ الشوقِ
لن أكون حُراً بحضرتِها
مادامتْ ترسمُ خوفي
وتنهشُني كبركانٍ هائج
لتترُكَني مجروحاً مشرداً في الطرقاتِ،،،،،