بقلم : ﭽاكلين جرجس
الكنيسة هى الأم و هى الحاضنة لكل الشباب و ليس الشباب المسيحى فقط ؛ لكن بدورها الوطني ومسئوليتها تجاه القضايا العالمية والمجتمعية وتحقيق التنمية المستدامة من أجل تنمية المجتمع المصري والوصول إلى الفئات الأكثر احتياجا والفئات المهمشة، تؤكد و تثبت دائما أنها الأم المعطاءة التى تحب الجميع بدون شروط ،شهد بذلك وعن حق عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين حين قال :” الكنيسة القبطية مجد مصرى قديم؛ ومقوم من مقومات الوطن المصرى، فلابد أن يكون مجدها الحديث ملائما لمجدها القديم”. و انطلاقا من هذه المبدأ و سعيا نحو التواصل بأبناءنا الشباب خارج مصر و فى محاولة استعادة الشباب و ربطه جذوره في مصر وخارجها، و حتى يكون هناك ارتباط قوي مع البذرة التي وضعها القديس مارمرقس على أرض مدينة الإسكندرية انطلق حفل افتتاح ملتقى “ لوجوس “ لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ، في المقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون تحت عنوان “العودة إلى الجذور”.
وكلمة “لوغوس” هى كلمة ذات أصل يونانى تعني الخطاب ، المبدأ ، العقل والعلم “.كانت معروفة من قبل في الآثار الوثنيًة واليهوديًة: وأول استخدام لها كان في كتابات هيراقليطس Heraclitus الأفسسي حوالي سنة 500 ق.م. وعند فيلو كان اللوغوس هو “العقل الإلهي” الذي يحكم العالم، وهو الوسيط بين الله والكون المادي ، أما أول من استخدمها في العهد الجديد فهو القدًيس يوحنا اللاهوتي. ولكنه استخدم الكلمة بطريقة جديدة أبعد بكثير من فكر الأقدمين عنها. واستخدمها أيضاَ القدًيس إغناطيوس الأنطاكي (35-107 م.). أما العلًامة كليمندس الإسكندري (150- 215 م.) فجعله المحور الرئيسي في تعليمه، حتي جاء القدًيس أثناسيوس الرسولي (328-373 م.) فربط ربطا محكمًا وكاملًا بين هذا اللقب وبين تعليمه عن الفداء والخلاص.ولازال هذا الاصطلاح “اللوغوس” مستخدمًا حتي اليوم في تسبيح الكنيسة القبطيًةً كمثل قولنا: “كلمة (لوغوس) الله الحي الذي للآب، نزل ليعطي الناموس علي جبل سيناء” وأيضًا: “يسوع المسيح الكلمة (لوغوس) الذي تجسد بغير تغيير وصار إنسانًا كاملًا”.
بدأت خطة الكنيسة لربط الشباب بكنيستهم الأم و بجذور الدولة العميقة منذ عام 2016 حينما بدأت إنشاء مركز لوجوس للمؤتمرات بالمقر البابوي في أحضان دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في مصر، محاولًا أن يكون مركزا رائدا في نشر المعرفة وحفظ التراث والتاريخ القبطي، منتدى للحوار والتواصل، ومؤسسة متميزة في التنمية ورفع القدرات. وأخيرا دعم التواصل بين الشباب القبطي في الخارج وكنيستهم الأم . يوجد بالمركز كنيسة التجلي و هي في قلب المركز وبنيت بطراز معماري عصرى ، كما يضم المركز قاعة المجمع المقدس تسع 150 فردا مجهزة بأحدث الأجهزة أما قاعة فيلادلفياهي متعددة الأغراض وقاعة للشباب معدة لعقد الاحتفالات وللضيافة بالإضافة إلى المبنى السكنى ومطعم أجابى الرئيسي.
وفى أييى أهم ما يميز مركز لوجوس أنه يحتوى على مركز القبطيات وهو معني بدراسة وعرض التاريخ والتراث القبطي ويضم متحف ومكتبة أى أنه ثروة قبطية تهم كل دارس أو باحث فى الشأن القبطى .
مما يدعم المشاركة في الجهد المسكوني بإتاحة مساحة مفتوحة للقاء والحوار وتبادل الخبرات من خلال إنعقاد ورش عمل ومعارض عن التراث المسيحي المصري و تنظيم لقاءات ومؤتمرات دولية ومحلية لشباب الكنيسة القبطية من داخل وخارج مصر.
أما فى نهاية عام ٢٠١٧ بدأت مجموعة من الآباء والخدام والخادمات التخطيط الدقيق لإقامة “الأسبوع العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية”، حوالي ثلاثين إيبارشية قبطية خارج مصر قوامها مائتا شاب وشابة في تواصل وتعارف ومحبة روحية تشملهم جميعًا وعلى أرض مصر التي انبهروا بها .
و لذلك نجد أن المتمم لعملية التواصل الفكرى و الثقافى بين شباب المهجر و بلدهم الأم هو معرض لوجوس المقام بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، والمقام على هامش فاعليات ملتقى لوجوس الثالث لشباب الأقباط بالخارج، وكان من بينهم أجنحة وزارات الهجرة،البيئة والسياحة، واستمع قداسته ووزيرة الهجرة إلى شرح واف عن الملفات والمبادرات التي تقدمها الوزارة الهجرة لشباب مصر بالخارج ، و هو ما يمثل داعم و رابط قوى للشباب بالمبادرة الرئاسية “اتكلم عربي”، والتي أطلقتها وزارة الهجرة للحفاظ على الهوية المصرية وربط شباب المصريين فى الخارج بالوطن، ليجيدوا التحدث باللهجة المصرية، حتى لا يشعروا بالاغتراب عند التحدث مع أقرانهم أو أقاربهم.
ولهذا أجد ضرورة تقديم التراث القبطى لأهلنا فى الإعلام والمدارس والجامعات باعتباره جزءا من التراث الوطنى المصرى، ولابد من التركيز على المشتركات الثقافية المصرية؛ مع التأكيد بأن بناء مصر الجديدة القوية يؤكد دائمًا على الألتزام باحترام حقوق الإنسان و المواطنة وترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح و تأكيد التلاحم بين الدولة والمواطنين باعتبارهما إحدى دعائم بناء الجمهورية الجديدة .