بقلم: بشــير القــزّي
وليسامحني ربّي إذ أجدُ نفسي عاجزاً عن فهم ما يجري من إقتتالٍ وإجرامٍ في الكثير من أصقاع العالم!
كيف لا وكلّ فريقٍ يدّعي أنه يُنفّذُ مشيئة ربِّه، فلا يتوانى عن قذف القنابل والصواريخ عشوائيّاً ليحرق الأخضر واليابس ويُردِيَ المباني إلى فتاتٍ من التراب ليطمرَ سكّانها تحت أنقاضه، ويُزهقَ باللهيب أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء المتخفّين في زوايا ملاجئهم هرباً من القصف، وطلباً للنجاة والحياة!
أما تعلّمنا في صغرنا أن الله الذي جلّلهُ العهدُ القديم، هو نفسه الذي قدّسهُ العهدُ الجديد كما عبدَهُ أهلُ الكتاب و”لا إلهَ إلّا هو”؟
وعندما يتقاتل أبناءُ عبادة معيّنة مع أبناء عبادة مختلفة، كلٌّ يدّعي ان الله ينصره هو وحده، فهل هذا يعني ان الله يقاتل نفسه ؟ حاشى وكلّا!
فوجئتُ بخبرٍ عن نائب رئيسٍ سابق لدولة كبرى وقد ذيّل توقيعه على قذيفة مدفعيّة قبل إطلاقها نحو أحَد بلداننا، وهو الشخص الذي كنت أظنّه كثيرَ التعبّد لربّه وبعيداً عن التعصّب الأعمى تجاه شعبٍ دون آخر! هذه القذيفة ستطال الأبرياء قبل ان تصيبَ من وُجّهت نحوهم! أهكذا أصبحتْ تُرسَلُ القبلات عبر الأثير فيما كنا في الماضي نُقبّل كفَّ يدنا وننفخُ عليه ليحمل الهواءُ عطر القبلة!
وفي السياق نفسه، هل بالإمكان تبريرُ الدعاء الديني لدى إلقاء أيّة قذيفة موجهة نحو العدو؟ هل ثبتَ ان صلاةً معيّنة تُصوِّبُ مجرى القذيفة نحو الهدف؟
هل كلّفَ اللهُ فريقاً دونَ غيره لإصلاحِ مسارِ قومهِ، وإنزال عقوبة الإعدام بهم حينما يحيدون عمّا تهيّأ لهم أنه أوصاهم به؟
يبدو أننا في أيامنا هذه نجد نفوسنا في أمسّ الحاجة إلى إعادة النظر في طرق عبادتنا كونها تُبعدنا في الكثير من الأحيان عن الصواب الذي أرادنا الربُّ اتباعه!