بقلم: خالد بنيصغي
تَطَرَّقنا في العدد السابق لظاهرة الشغب في الملاعب ، وبما أن المغرب مقبل على تنظيم عدة تظاهرات وبطولات عربية وإفريقية وعالمية في القريب العاجل والتي أهمها بطولة إفريقيا للأمم السنة المقبلة بحول الله ثم كأس العالم 2030 مناصفة مع إسبانيا والبرتغال ، وكأس العالم النسوية لأقل من 20 سنة لمدة خمس سنوات متتالية بداية من السنة المقبلة ، وغالبا سينظم المغرب كأس العالم للأندية سنة 2029 لتكون بمثابة “ بروفة تحضيرية “ لكأس العالم 2030 ، وغيرها كثير من البطولات إن شاء الله تعالى ، فإننا نُضَمِّن في هذا المقال بعض الاقتراحات التي نراها ضرورية لاقتلاع ظاهرة الشغب هذه من جذورها ، ويمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية :
. إن نجاح الأمن المغربي أمر حتمي ولا جدال فيه ، ونحن نفتخر كل الفخر به وبنجاحاته التي يحققها دائما ( كأس العالم الأخيرة قطر 2022 – ونجاحه أيضا في الألعاب الأولمبية 2024 ) التي أقيمت بفرنسا ، لذلك نود أن يُتْرَك أمر الملعب بيد الأمن المغربي في تنظيمه من البداية إلى النهاية ( وليس المجلس البلدي كما هو عليه الأمر حاليا ) وهنا نقترح المراقبة الصارمة لولوج الملعب من طرف الجمهور وبشروط نذكر من أهمها :
1 – ورقة الولوج للملعب يجب أن تكون لكل فرد مهما كان سنه ( ولو كان طفلا في سنته الثالثة أو الرابعة ) لأن من يحب ابنه – الطفل – فعليه أخذ تذكرة تسمح له بمقعده المرقم داخل الملعب .
2 – لا يسمح بإدخال أي شيء للملعب ولو قنينة ماء بلاستيكية ولا حقيبة ظهر ولا أي شيء في الجيوب ….. لأن هذه الأدوات هي السبب الرئيسي في الشغب (مفرقعات – أحجار – سكاكين وسيوف – مخدرات – كحول ….. ) هذه ليست حربا ، وصدقوني بهذه الطريقة نستطيع أن نؤمن أمنيا مباراة في كرة القدم ، سليمة وجميلة لأننا سنقطع الطريق على كل المشاغبين الذين إما سيعزفون عن القدوم إلى الملاعب أو سيرضخون إلى شروط ولوج الملعب بهذه الطريقة ، لا يهم إن كانت الأعداد قليلة في البداية مع هذه الشروط لأن هذا سيكون أفضل من أن نشاهد مباريات في كرة القدم بكثير من أعمال الشغب التي قد تؤدي إلى الموت لا قدر الله ( موت مشجعة للرجاء البيضاوي مؤخرا ) أو إلى حبس أبنائنا في السجون كما يحدث عدة مرات .
3 – تخصيص مكان أو أكثر لبيع أكلات خفيفة ( سندويتشات ) وكذلك بيع الماء أو العصير أو المشروبات الغازية لكن تُسكب في فناجين بلاستيكية خفيفة ( معروفة ) لأن هذا يساعد في ولوج المتفرج إلى المدرجات بيديْن فارغتيْن ، وهو ما يجعلنا نتجنب العقوبات سواء للفرق أو الأشخاص .
4 – بالنسبة لتنقل الجماهير يجب أن يمر عبر الجمعيات الرياضية في رحلات منتظمة من قبل هذه الأخيرة وبتنسيق تام مع السلطات المحلية ، مع وضع نسخة للبطاقة الوطنية لكل من يرغب في التنقل والسفر لمشاهدة فريقه المفضل في ميدان الخصم ، وبذلك نضمن السن القانوني للمتفرج كما سنضمن تحمله لأي مسؤولية خارج النطاق الرياضي ، كما أننا سنضمن انخراطه ضمن باقي مشجعي الفريق بالصورة الحضارية التي تليق بالجمهور المتنقل ضمن نشاط جمعوي منظم ومتعاون مع السلطات المحلية للمدينة المحتمل التنقل إليها .
5 – بالنسبة للخروج من الملعب بعد نهاية المباراة فقد أثبتت التجارب نجاح الأمن المغربي الذي ينظم هذه العملية بكل اقتدار من خلال تقسيم العملية لعدة أفواج بفارق زمني يسمح بتسهيل عملية المرور والانتشار خارج أسوار الملعب بشكل إيجابي .
6 – إن تعدد الجمعيات الرياضية في المدينة الواحدة أو الفريق الواحد يخلق الكثير من الشنآن والتخاصم والتنافر ، لذلك يجب القطع مع هذا التعدد ، بل يجب السماح بتكوين جمعية واحدة فقط لكل فريق ، فما نراه اليوم من هذا التعدد أمر غير صحي ، وبدليل ما ينتج عنه من تناحر يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج وخيمة تضر بالأسر والمجتمع والدولة جميعا ، فالبيت الذي يبنى على عدة أذواق ليس له سقف .. دمتم بود