كتبت : هديل مشلح
دعوة موجهة إلى من يريد الشهرة , من يريد جمع مال للتبرعات و استعطاف قلوب المشاهدين واستنزاف جيوبهم بأموال لا تصل لأصحابها وعلى من يرغب في زيادة أعداد المشاهدة على قناته المغمورة وكل مذيع أو مذيعة يريدون أن يجدوا طريق الشهرة أو على من أن يمثل أو يكتب قصة أو يخرج مسلسلاً رديئاً فليتوجه فوراً إلى مخيمات اللاجئين السوريين الذين أجبرتهم ظروفهم الخروج من بلدهم .
إذا أردتم الشهرة ليس بالضرورة أن تجعلوهم ممثلين على مسرحكم وليس عليكم العزف على أوتار مقطوعة من كثرة الألم وليس عليكم أن تكرروا نفس المشاهد ونفس الأسئلة و أنتم تعلمون الاجابة . قبل أن تصوروا معاناة هؤلاء السوريين المهجّرين من أرضهم ابحثوا عن السبب وطاِلبوا حكوماتكم التي تغلغل في جسدها الخيانة بأن تكف عن ارسال الأسلحة للإرهابيين الذين يسمونهم جهاديين .
لا تتفضلوا عليهم بخيمة بلا ماء ولا كهرباء ولا منافع صحية ولا مدارس تعليمية ولا طعام ولا شراب ولا تعاملونهم على أنهم بلا احساس أو كرامة وتتوجهون إليهم بالأسئلة نفسها : ماذا تحتاجون ؟ ما الذي ينقصكم ؟ متى العودة ؟ ماذا تتمنون ؟
ولولا فبركة الاعلام لسمعت ما يقول أي لاجئ من هؤلاء أنهم يريدون الوطن يريدون المأوى يحتاجون الاحساس الأمان وبآدميتهم التي استباحها الجميع . ماذا ينقصنا ؟؟ ينقصنا الاحساس بأننا أخوة عرب , ومتى هي العودة ؟ العودة عندما تكف حكومات العالم أيديها عنا .
يقول بعض الاعلاميين أننا نسلط الضوء على معاناة اللاجئين في المخيمات , وأنا أقول كفاهم أضواء وكفاكم تسليطاً لأن أعينهم لم تعد تحتمل الاضاءات كل ما عليكم هو أن تسلطوا الضوء لو استطعتم على من يدعم الارهابيين وينتظر سقوط الجيش العربي السوري ليبدأ بتقسيم سوريا .
لم يبق أحد إلا وذهب لزيارة مخيمات اللاجئين ليس حباً بهم ولا حزناً عليهم , ليقنعوا العالم فقط بأنهم انسانيون , ممثلين عرب وأجانب و من منظمات حقوق الانسان وسفراء سلام , يزورون مخيمات اللاجئين ثم يتم تصويرهم وهم يذرفون دموع التماسيح ثم يشجبون ويستنكرون ويقلقون في المؤتمر الصحفي , بعد ذلك يعودون بسياراتهم الفارهة الى الفندق ذو الخمس نجوم ويغسلون انفسهم بالماء والصابون من تراب مشوارهم ويطلبون وجبتهم المفضلة ويتناسون تماماً مقدار الالم والذل الذي وصل باللاجئين الحال ليذوقوا لقمة كريمة , هؤلاء اللاجئين من السوريين كانوا أعزاء قوم لهم بيوتهم وأراضيهم وأعمالهم أذللتموهم بعد أن ظنوا الظن الحسن بإخوانهم العرب فنصبت لهم الخيام التي ليس فيها أي مقوم من مقومات الحياة البسيطة ولا تقي من حر ولا برد .
كفى عزفاً على نفس الجرح الدامي في قلوب كل السوريين ولتكن قلوبنا على بعضنا نحن العرب , كونوا معنا و لا تكونوا علينا.
Press.dubai@gmail.com