بقلم: عبدالله الديك
ليلة بيضاء .. عاشتها مصر .. و شعب النادي الملكي الأبيض الزملكاوي في اصقاع المعمورة … فتحت مدرسة الفن والهندسة ابوابها امام نادي بيراميدز الذي يعج بنجوم وصلت اسعارها لملايين الدولارات … قاد البروف البرتغالي فيريرا الزمالك بكل اقتدار و حنكة … وظف اللاعبين بخبرة السنين .. وضع خطة لأول مرة يراها محللي المباريات غريبة عجيبة …وهي ١/٤/٥ … و من خلالها رتب محطات عدة امام بيراميدز.. وشكل أكبر عائق دفاعي في تاريخ الدوري المصري ..
هاجم الزمالك بكل ضراوة من الثانية الأولي للمباراة …توغل الهجام امام عاشور نجم المباراة بالكرة من منتصف الملعب لخمسين متر حتي دخل الصندوق مما اجبر مدافعي بيراميدز علي إعاقته.. فاحتسب الحكم اليوناني اناستاسيوس سيديروبولوس .. الذي ادار المباراة بنفاذ القانون بحذافيره… ضربة جزاء .. اودعها هداف الفريق أحمد السيد زيزو علي يسار حارس الزمالك السابق احمد الشناوي … مفتتحاً أهداف المباراة…
عاد بيراميدز بكل قوة وامتلك زمام المباراة و هاجم بضراوة وتألق الحارس العملاق عواد في الزود عن مرماه.. و تصدت العارضة لكرة ماكرة من التونسي فخرالدين بن يوسف … وهنا تدخل البروف .. وشاهد الجميع توتره علي الخط و اشارته ليوسف اوباما ان يعود لمنتصف الملعب بعد ان جري خلف كرة لا عوز منها … غير من افكاره وسحب زيزو للجهة اليسري.. ليعطي للنجم الشاب سيد عبدالله نيمار المساحات في الجهة اليمنى.. فاجاد في تلقي تمريرة حريرية من ملك النص امام عاشور ..كسر بها الاوفسيد في لمحة جمالية و راوغ المدافعين و جهزها للنجم التونسي سيف الجزيري ليودعها بيساره المرمي محرزاً الهدف الثاني للزمالك .. وهنا سكت معلق المباراة الاهلاوي مدحت شلبي الشهير بمدحت قطونيل ( نظراً لإعلانه الشهير لشركة الملابس الداخلية قطونيل) .. سكت عن الكلام المباح و صرخ اوفسايد .. لكن عدالة التحكيم سواء رجل الخط او من علي شاشات الفار.. وهم خمسة حكام يونانيين استقدمهم بيراميدز تخوفاً من الحكام المصريين الذين يميلون الي اللون الاحمر كما يعلم الجميع … اكدوا صحة الهدف … وسط ذهول لاعبي بيراميدز الذين حاولوا مجاراة لاعبي الزمالك لكن هيهات … في هجمة منظمة رفع النجم عبدالله السعيد قدمه وأطاح برأس مدافع الزمالك الصلد محمود حمدي الونش .. اصابة بليغة افقدته الوعي وخلال الشوطين فقد الذاكرة جزئيًا.. و نقل للمستشفى… ونشكر الله بعد الفحوصات خرج سالماً غانماً …
في الشوط الثاني غير البروف الخطة اعاد عبدالغني ليلعب مكان الونش و استعان بخدمات اللاعب اشرف روقه ونظم دفاع المنطقة و زي ما بيقولوا قطع الميا و النور عن فريق بيراميدز واعتمد علي الهجمات المرتدة التي كادت ان تسفر عن هدفين اهدرها الزمالك … ثم عاد وتدخل بتغييرات حاسمة اخرج زيزو و سيف واشرك الاسطورة شيكابالا و النجم الشاب يوسف اسامه نبيه… ابن المدرب المساعد له الكابتن اسامه نبيه .. نجم الزمالك في التسعينيات.. واضاع يوسف هدف محقق فور نزوله من تمريرة ساحرة للاباتشي شيكابالا.. الذي قدم لمسات إنتزعت آهات الجماهير الذين لم يتوقفوا لحظة عن مؤازرة مدرسة الفن والهندسة.. اطلقوا الاهازيج و التمازيج.. هزوا بها مدرجات الاستاد …
وكانت ختامها المسك.. عندما تلاعب الاسطورة شيكابالا بلاعبي بيراميدز الواحد تلو الأخر و بقدمه اليسري الذهبية ارسل كرة في اعلي الزاوية اليمني لمرمي الشناوي … ماركة شيكابالا.. احتضنتها الشباك مغردة .. معلنة الهدف الثالث للزمالك …
لينتفض شعب الزمالك في اصقاع المعمورة منتشياً مردداً …. يا زمالك يا مدرسة لعب و فن و هندسة …
احنا علي القمة في المركز الاول ب ٦٦ نقطة … مبتعداً عن بيراميدز صاحب المركز الثاني ب ٥ نقاط .. و عن الاهلي في المركز الثالث ب ١١ نقطة …
مبروك لكل زملكاوي… مع وافر شكرنا للمدرب العقر البروف فيريرا.. ولسيادة المستشار مرتضي منصور رئيس القلعة البيضاء الذي اعاد الأمور لنصابها داخل البيت الأبيض..
شكراً لكل نجوم الزمالك الذين احترموا الفانلة الملكية البيضاء بخطين حمر .. التي يعشقها الملايين لأخر العمر …. شكراً للحكم اليوناني الذي صرح بعد المباراة انه سعيد لادارته هذه المباراة الكبيرة وانه يعرف شيكابالا ايام احترافه باليونان و قال هدفه كان عالمي وقد اظهر مخرج المباراة لقطة اعجاب الحكم بالهدف لحظة تسجيله … وطلب الحكم من شيكابالا فانلته للذكري …
اما معلق المباراة شلبوكة .. ضاع امام مستوي الزمالك الراقي وافلتت منه عبارات غريبة … قال بجدية فريق بيراميدز مستحوذ علي الكرة .. لكن اين الخطورة ؟؟ في هجمة عنترية لنجم الزمالك احمد فتوح راوغ كل فريق بيراميدز وفي حلق المرمي لعبها بكعبه بلفتة مهارية.. قال الكعب ما كنش متحني .. دي لعبة بديعة .. بديعة مصابني …
قرر المستشار مرتضي منصور مكافأة ٧٠ الف جنيه لكل لاعب بعد الاداء المبهر .. وطالبهم بالمحافظة علي مستواهم في باقي المباريات الستة المتبقية ليحتفظ الزمالك بلقب بطل الدوري للعام الثاني على التوالي… و بحبك يا زمالك.