بقلم: كلودين كرمة
فيروس .. نشر الرعب وأقلق القلوب وسرق الطمأنينة وخطف الأذهان و حطم الكبرياء ونزع الثقة وتفشى الزعر دون انذار أو تهديد أو وعيد لقد هجم مسيطرا على العقول وبدّل الأحوال ولقد نقض العادات و غير التقاليد وبدل سلوك الناس وباعد بين الأحباب وأصبح الأقارب أغراب دون مشاكل أسرية أو خلاف على ميراث!! وبأمر الطب تمنع السلامات وتحرم القبلات وتغلق أمكان العبادة وتمنع الزيارت وتحبس الأنفاس داخل النفوس والبيوت لكي لا نصيب أحبابنا بداء فتاك.
وبدون حروب يفرض الحذر ويلتزم ويتكين الإنسان وبدون قضاء تحددت إقامة الإنسان فى مكان، وإن أراد التنقل فليكن بحساب وبدون قنابل، يرتدون الخوزات وبدون توصية طبيب، يهتمون باقتناء المطهرات وقد أصبحت أهم من اللآلئ والمجوهرات .. لأنه “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه” ولقد اصبح الألتزام بقواعد الأدب وإحترام المسافات – دون نصح او إرشاد دينى ، من الأساسيات.. عجبا لك أيها الإنسان ، إن كان لك السلطة والسلطان والقدرة والقوة والمال والحكم على الغلبان ففى لحظة تصبح مهدد وجبان.. فلتعلم أنك لست سوى إنسان فى الأصل قد أقامك الرب من التراب فلماذا التجبر والاستهتار ؟
أننا نسمع ونري رئيس يهدد وأخر يسلب وأخر يتوعد من يريد البترول ومن يريد الذهب ومن يريد الماء! فهل تنجو بنفسك الان يا من تريد الإعتلاء على رقاب الضعفاء ؟ تفكرون بالشرور وتحللون القتل وتفتخرون بالحروب وتبشرون بالدمار ووجوهكم تبتسم وعيونكم تبتهج بانتهاك الحرمات فهوذا شركم يعود عليكم فمن يكبش بيديه نار ولا يحترق اولا بها!
أطباء وعلماء قد ايقنوا إنهم أكفاء ووصلوا لحد الكمال ولكن ظهر مارد صغير وعملاق جبار فى حجم حبة أزعجهم وهموا للمقاومة ولكن متى يأتون بالترياق ؛ لقد باغتهم وحصد الارواح وأصبح كشبح يهدد كل دار وتكثر التحذيرات والتنبيهات “ وللأسف ليس له إلى الآن دواء “.
فهل فكرت يا “إنسان” أن ترجع إلى رشدك وتفكر قليلا أن قيمتك فى تفكيرك وشخصيتك وما تقدمه من الخير للغير و والمساعدة للضعيف وان تنصف المظلوم وتعيش فى سلام ووئام وتتعلم أن حسن الجوار والتعامل بالحسنى والمعروف وبأصول ومبادئ الأخلاق وهم الأهم والأسمى على الإطلاق ، وان تكبح جماح الأطماع وتحجم عن أمور وتدابير تتعاون فيها مع الشيطان ؟ فها العمر مهدد مع سبق الإصرار وبيديك وحدك وقف هذا التمادى فى الاستهتار ، فاعمل على التقدم ونادى بالتحضر و “اطلب السلامة وأمضى فى إثرها” ولكن ليس على حساب غيرك ! فكن رجلا شجاعا ذو باس وقوة وتمتع بشيم العظماء ، فليس القوة فى سلاحك النووى والتهديد بالدمار والسلب ، إنكم تشبهون الهكسوس والتتار تدمرون وتحرقون وتسرقون ولا تخلفوا ورائكم سوى الوحشة والظلام ، ثم تموتون وتكتب اسمائكم على أوراق قد تغلف بها بعض المشتريات !. فأين عملكم وأين عظمتكم وهيبتكم وكرامتكم وأين نجد فيكم ..”الإنسان” فالحاكم بعدله ورحمته واعتداده بنفسه يصان فى القلوب والأذهان ويأبى الجور والظلم ويستنكر التعذيب والإرهاب ؛ فلا يمكن حينئذ أن تنتشر الإشاعات وتصدق الأقاويل وتقوم الفتن ولا تلتهم النيران الأبدان قبل البلدان.
وبدلا من وجود اتحادات وتحالفات واتفاقات “على العدوان” فلنغير فقط العنوان ويكون “للسلام” ؛ فللعالم رؤساء وساسة بحق وعظماء وعلماء يكدحون بكد لصد الأضرار وهناك اخرون يكتسبون رزقهم من تحقيق حلم الاوغاد ؛ فالشر سائد على الدوام ، ولكن ليس له سلطان على من يملك ذاته وعقله راجح مستنير بالأيمان بالله والفضائل و المحبة التى لايمكن “ان تسقط أبدا” فهذا من يستحق أن يدعى إنسان ولكن النوع الاخر هو تهجين كالفيروسات.