بقلم: يوسف زمكحل
حتى السياسة نعيش فيها مسرحيات لا نفهمها وكثيرين لن يفهموها وخصوصاً أن كواليس تلك المسرحية اكتنفت بالغموض وآخر تلك المسرحيات مسرحية سعد الحريري والتي صاحبتها كثيراً من الشائعات كان تكذيبها لا يرتقى إلى المستوى القوي وحتى كتابة هذا المقال لم أفهم ولم يفهم البعض لماذا سافر الحريري إلى السعودية وتقدم باستقالته من هناك بحجة أن حزب الله يخطط لاغتياله كما اغتالوا والده رفيق الحريري من قبل وبحجة التدخلات الإيرانية في لبنان وفجأة انطلقت الأخبار المدوية من لبنان التي تدَّعي أن السعودية تحتجز رئيس وزرائها سعد الحريري وبعد عدة أيام من هذا الادعاء قامت السعودية بنفي هذا الادعاء ثم أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن سعد الحريري مواطن فرنسي وقام بدعوته هو وأسرته إلى فرنسا وبعد عدة أيام من تلك الدعوة سافر سعد الحريري هو وأسرته إلى فرنسا وأستقبله ماكرون في قصر الإليزيه استقبال حافل ثم سافر الحريري إلى مصر ليقابل الرئيس السيسي ويشكره على دعم مصر للبنان ثم أعلن أن الحريري سيعود إلى لبنان وعاد فعلاً إلى لبنان واستقبل استقبال حافل وكأنه كان منفياً وعاد إلى أرض الوطن وقال في خطاب أنتظره الكثيرين أنه سيستمر في الدفاع عن لبنان واستقراره وعروبته مؤكداً أنه لن يغير مبدأه في شعار لبنان أولاً ثم أعلن الحريري عن تعليق استقالته قائلاً أنا باق معكم ومكمل معكم باقين سوا ومكملين سوا .. طيب يا دولة الرئيس ما حزب الله مازال موجوداً في لبنان ولم ولن يترك لبنان وإيران لم تعلن بعد تغيير سياستها اتجاه لبنان فما الجديد إذن يا دولة الرئيس ؟! ولماذا لا تكون هناك شفافية في إظهار الحقيقة ولماذا تتركون الفرصة للشائعات أن تنتشر في كل أرجاء العالم ووصل مداها إلى وسائل التواصل الاجتماعي وألا يحق للشعب اللبناني والعالم الذي كان حديثه الأول وشغله الشاغل هو سعد الحريري وكانوا يتسائلون هل الحريري محتجزاً في السعودية آم لا ؟ وكان وجودك في المملكة السعودية فزوره من فوازير شهر رمضان الذي شعرنا أنه هل علينا قبل ميعاده بعدة شهور .. الرأي العام يريد الحقيقة يا دولة الرئيس والحقيقة نريد أن نعرفها منك وليس من الفيس بوك والجرائد والمجلات .! والمسرحية الثانية التي يعيشها العالم مسرحية دونالد ترامب وكيم جونغ أون فالأول يهدد باستخدام القوة لمنع بيونج يانغ من تطوير أسلحتها النووية وصواريخها البلاستكية التي تطلقها أحياناً استعراضا للقوة وتهديداً لكل من تسول له نفسه في ضرب كوريا الشمالية والثاني الذي يهدد بتدمير المدن الأمريكية والعالم بين التهديدين يحبس أنفاسه خوفاً من انطلاق شرارة الحرب العالمية الثالثة ولا أدري لماذا يقف العالم متفرجاً ولا يكون شريكا في تلك القضية ويدعو بيونغ يانغ للحوار ولماذا الصين تقف موقف المتفرج لا أدري رغم أن الأمر هام جداً على الأقل لمنطقتها .؟!