بقلم: فـريد زمكحل
الوصول غير الشرعي لأحمد الشرع الشهير بمحمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام المتطرفة لسدة الحكم في سوريا، مدعوماً بالتأييد الدولي غير المفهوم من بعض الدول الكبرى في العالم، ممن يُطلق عليهم دول العالم الحر، يُلزمني بوضع العديد من إشارات الاستفهام حول هذا الدعم الدولي، وماهيته وأسبابه ودوافعه وأهدافه؟ ويُدخله إلى دائرة الشكوك المشروعة لكل من يشاهدون المشهد الدموي المتطرف الذي فرض فرضاً على الشعب السوري ليعيش ويختبر مرارة التطرف العقائدي العشوائي ضد الأبرياء من المدنيين السوريين من أبناء الأقليات العلوية والمسيحية والدرزية بالإضافة لبعض العائلات السنية من سكان الساحل السوري في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص، خاصة في الأيام الأخيرة التي شهدت سقوط ما يقرب من أربعين ألف وخمسمائة قتيلا من أبناء هذه المحافظات بخلاف الجرحى والمصابين، في محاولة لإلصاقه وتحميل مسئوليته لفلول النظام السوري السابق ساعية لإقناع الرأي العام العالمي بذلك الأمر الذي يُعد استخفافاً بالعقول وبالأصول التي تؤكد مسئولية أحمد الشرع وفصيله عن كل هذه الجرائم الإنسانية التي ترتكب ضد أبناء الشعب السوري من الأقليات الدينية والعرقية من أتباعه من أصحاب التاريخ الإجرامي الكبير والمعروف عنهم العنف والتطرف، ولهم سجل حافل في ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية التي تتعارض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان بما فيهم السجل العامر بالتطرف والإرهاب لقائدهم الإرهابي أحمد الشرع.
وكل الأحداث التي وقعت مؤخراً في محافظات الساحل السوري من قتل على الهوية وتدمير للمقدَّسات المسيحية والعلوية والتي وصلت لحد قتل أسرة مسيحية وصلب جميع أفرادها في الطريق العام ومتهم قسيس مسيحي وزوجته تحت دعاوي التكفير وبأن سورية لأولاد معاوية إلى آخره من كل هذه الإدعاءات الإرهابية المتطرفة التي تعود بنا لعصور الغزو الإسلامي لكافة الدول العربية والذي لم يكن سوى مثالاً لمن هم على شاكلة أحمد الشرع ورفاقه المتطرفين في جميع الفصائل الإسلامية.
وقد أعربت كندا من خلال وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، ووزير التنمية الدولية أحمد حسين عن القلق الكندي العميق حيال تصاعد أعمال العنف في سوريا خاصة في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص ووصفتها بالأعمال الوحشية، وناشدت السلطات المؤقتة إلى اتخاذ جميع التدابير الضرورية لوقف العنف وحماية المدنيين.
من جانب آخر قامت كندا بتكليف السفيرة الكندية في لبنان ستيفاني مالكوم للعمل أيضا كسفيرة غير مقيمة في سوريا مؤكدة على الرغبة الكندية في استعادة كندا لوجودها الدبلوماسي في سوريا الذي من شأنه تعزيز التفاعل الكندي مع الجهات الإقليمية والدولية لدعم السلام والاستقرار السياسي في المنطقة والتزامها بدعم الإنتقال السياسي السلمي للسلطة في سوريا بما يعكس ويحترم الشعب السوري وتنوعه العرقي والديني منعاً من الإنزلاق إلى دائرة العنف والتفكك.
كما أعلنت ترحيبها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في 10 مارس/ اذار الجاري بين السلطة السورية المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية (SDF) واعتبرته خطوة نحو تحقيق الاستقرار وتحسين أوضاع السوريين، وأعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية جديدة لسوريا بقيمة 84 مليون دولار ووجهت هذه المساعدات لشركاء إنسانيين من أصحاب الخبرة لتقديمها على الفور للسوريين وتشمل الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
وإن كنت أعتقد بأن حكم أحمد الشرع ورفاقه سيقود سوريا إلى التقسيم والتفكك تنفيذا لرغبات وأجندات بعض الدول التي أوصلته إلى سدة الحكم في سوريا لتنفيذ هذا المخطط الشيطاني من خلال مصطلح الفوضى الخلاقة الذي يسعى البعض لفرضها بالقوة لتقسيم المُقسّم وتجزئة المجزّأ .. مثل تركيا وإسرائيل ومن يقف ورائهما من الدول الإقليمية والدولية.
وفي تقديري أن كل ما وقع مؤخراً وسيقع في المستقبل القريب في سوريا سيأخذ سوريا والشعب السوري إلى مفترق طرق نحو المزيد من الفرقة وسفك المزيد من الدماء وصولاً للتفكيك والتقسيم. وكما يقولون إذا عُرفَ السبب بُطِلَ العجب!!