بقلم: يوسف زمكحل
يعتقد الكثيرون أن حماس قد أنتصرت في حربها ضد إسرائيل فهم يرون أن العالم كله عرف وحشية إسرائيل وكأن هذا العالم لم يرَ أو يسمع عن مذبحة قانا في لبنان أو مذبحة دير ياسين أو مذبحة مدرسة بحر البقر وغيرها من المذابح الوحشية التي قامت بها إسرائيل عبر التاريخ .
واليوم تم الإعلان عن أتفاق محتمل بين إسرائيل وحماس تنص بنوده على تسليم إسرائيل 700 أسير في سجونها إلى حماس مقابل أن تسلم حماس إسرائيل 40 من الرهائن الإسرائيليين وطبعاً ستخرج علينا حماس وتعلن النصر وهو نصر وهمي سيكون على جثث 31 ألف فلسطيني و70 ألف مصاب .
والسؤال ماذا جنت حماس من هذه المجازر لا أدري فلم أرَ تغيير في الموقف الدولي أزاء إسرائيل فمثلاً أمريكا ترسل لها يومياً أسلحة غير الأموال التي تتدفق عليها بلا حساب حتى المحكمة الدولية التي تخيلت أنها من الممكن أن تأخذ موقفاً ضدها ولكنها لم تفعل شيئاً يستحق الأهتمام والأمم المتحدة كعادتها لا حول لها ولا قوة .!
أما موقف إسرائيل إزاء الفلسطينيين يؤكد بأنها أصبحت أكثر وحشية وأكثر دموية فهي لا يهمها أطفال أو نساء أو شيوخ سالت دمائهم و تقطَّعات أجسادهم ورئيس وزرائها بنيامين نتناياهو يضع رجل على رجل حتى في وجه بايدن نفسه الذي يخرج بتصريحات تعبر عن أستيائه من إسرائيل إلا أنها تصريحات من أجل الإستهلاك المحلي وتهدئة الرأي العام الأمريكي الذي يتهم بايدن بالضعف ولم ينجح أي رئيس أو مؤسسة دولية في جعل نتناياهو يتراجع عن خططه أو تجعله يخفف وحشيته وإجرامه فكيف بالله تزعم حماس بأنها أنتصرت .؟!
وكما أن العالم يطالب بمحاكمة نتناياهو فأنا أطالب بمحاكمة إسماعيل هنية أيضاً الذي ضحى بأرواح الآلاف من نساء وأطفال وشيوخ ورجال وهو خارج فلسطين يسكن في الغرف المكيفة هو ورفاقه ينعمون بخير قطر وأمنها مقابل ما يزيد عن مليون فلسطيني مشرد يعانون الجوع والمرض وبرد الشتاء والخوف والرعب من مصير محتمل مشابه لما حدث ويحدث دائماً للمواطن الفلسطيني بعد كل إنتفاضة.