بقلم: حسّان عبد الله
البخلُ عارٌ والجبنُ منقصةٌ والفقرُ يُخرسُ الفَطِنَ عن حُجَّتِه والمُقِلُّ غريبٌ في بلدتِهِ والعجزُ آفةٌ والصبْرُ شجاعةٌ والزهدُ ثروةٌ والوَرَعُ جُنَّةٌ.
البخل هنا بعكس الجود وهو أن يمنع بما عنده . والعار كل ما يلزم منه سبَّة وعيب . والجبن تهيَّب الإقدام على ما لا ينبغي أن يخاف منه والمنقصة هي الضعف ، يُقال أصابه نقصٌ في عقله أو دينه، والفقر يخرسُ الفطن عن حجّته أمّا الفطانة فهي قوّة استعداد الذهن لإدراك ما يرد عليه والحجّة هي الدليل والبرهان والمراد بيان مساوئ الفقر حتى أنه يعجز الذكي المحق . والمقلُّ هو الفقير غريبٌ في بلده أي يكابد في وطنه ما يكابده الغريب من الوحشة . والعجز آفةٌ نقول عجز فلانٌ عن الشيء أي ضعف ولم يقدر عليه والآفة كل ما يصيب شيئًا فيفسده عن عاهة أو مرض أو قحط . والصبر شجاعةٌ ينتصر به على جميع المكاره . والزهد ثروةٌ أي زهد في الشيء أعرض عنه وتركه . والثروة أي الأموال والمراد إنّ الزاهد مستغنٍ بزهده أكثر من صاحب المال بماله بل ربما حمل الثري نفسًا حقيرةً قد أذلّها الطمع ، والورع تجنّب ما حرّم الله تعالى والجُنة وقاية والمراد بذلك : بالورع ينجو المؤمن من مكاره الآخرة .
إذا أقبلَتْ الدنيا على أحدٍ أعارَتْهُ محاسنَ غيرِهِ ، وإذا أدبرتْ عنه سلبته محاسنَ نفسه.أي إذا أقبلَتْ الدنيا على أحد أعارته محاسنَ غيره ، والعارية ما تعطيه غيرك على أن يعيده إليك والمراد بذلك إذا وافت الشخص الدنيا نسبوا إليه مكارم ومحاسن لم يفعلها وإذا ولّت عنه جرّدوه عن محاسنه ونسبوها لغيره .
إذا وصلت إليكم أطرافُ النِّعَم فلا تُنْفِروا أقصاها بقلّة الشكر . والطرف هو الطائفة من كلّ شيء ، فلا تنفروا أقصاها بقلّة الشكر أي فلا تفزعوا وأقصاها آخرها . ومثاله الفقير الذي بدا عليه الانتعاش وأخذ يتدرج قليلًا نحو الغنى فعليه بمراعاة الشكر وعدم صرف أمواله في الحرام فيستوجب نفور النعمة والعقاب .