بقلم: عادل عطية
ما أجمل لوحات الروزنامة، التني تنطق بالإبداع، والبهجة!
وما أعظم المجهود في ترتيب أوراقها، التي تتضمن معرفة الأيام والشهور، والمواسم والأعياد، وطلوع الشمس والقمر على مدار السنة!
ويا لها من عبرة، مع كل ورقة ننتزعها من أصولها، بعد كل يوم يمضي!
ومع ذلك، فثمة من لا يعتقد بأن للتواريخ أهمية، ويقول بأن التواريخ تافهة ولا ضرورة لحفظها غيباً، وأن هناك أموراً أخرى أهم منها تجدر معرفتها، والبعض يؤمنون بأهمية التواريخ، ولكن من يهتم بها؟!
قد تكون التواريخ ليست مهمة في ذاتها، لكنها تصبح مهمة عندما ترتبط بوقائع وتواريخ مهمة، فكون كريستوفر كولومبس اكتشف أمريكا عام ١٤٩٢ ليس مهماً في ذاته؛ فلا فرق لو أنه اكتشفها عام ١٤٩٣ أو عام ١٤٩١. لكنه ما كان ليكتشفها لو لم يبتكر الصينيون البوصلة “ابرة الملاحين”، فلولا البوصلة لما وصل كولومبوس إلى أمريكا على الاطلاق؛ لذلك فان نسبية التوارخ بالغة الأهمية!
وتواريخ الميلاد مهمة؛ لأنها ترتبط بسن الالتحاق بالمدرسة، وبسن الخروج إلى التقاعد، وباستحقاقات أخرى كثيرة!
التواريخ مهمة؛ حتى أن الله أطلق عليها «ملء الزمان»، وفي ملء الزمان تجسد يسوع؛
لنكتشف بعد ذلك الكثير عن العلاقات بين الأشياء!…