بقلم: مينا بشير
أنصِت أيها التاريخُ الأصَم،
استيقِظ أيها الضمير! أمازلتَ هاجِعًا مُتَلَحِّفًا بالجُبن؟!
ها هم أبطالُنا يصنعونَ تاريخًا جديدًا،
يُطلِقونَ شمسَ الصباحِ من بَيادِقِهم الحُبلى بالأمل. دقَّت أخيرًا أجراسُ الثورة، و انتعَشَت قَضيَّتُنا الكُبرى من جديد. فلسطين… الابنةُ البِكرِ للعُروبة، وردةُ الشرق الحمراء. ها هم أبنائها يثورونَ على العالمِ أجمع، و في عُيونِهم تَراكمَت شَراراتُ العِتاب. ها هم يَغتَصِبونَ النصرَ من رَحمِ التاريخِ التَعَسُّفي، يجلِسونَ على عتَبةِ الشهادة، و يَرسمونَ بدِمائهِمِ الطازجةِ حُدودًا لدولةٍ لا تُقهَر. إنهم اليوم يضَعونَ للشجاعةِ و البَسالةِ مَعاييرَ جديدة، يكتبونَ كلماتٍ ابتَلَعَها الشرقُ لزمنٍ طويل، و يضَعونَ للتَضحيةِ عُنوانًا آخر، عنوانًا أكثرَ صِدقًا، و أقربَ إلى وهَجِ الحقيقة.
احتَرِقي أيتها الخَرائط، افرَح و تَهَلَّل يا تشرين، فقد وضَعنا على صَدرِكَ وسامَ الثورةِ الأبَدية، و كتَبنا على جَبينِكَ عنوانَ الصَحوة. استَيقِظ يا درويش، استَيقٍظ يا مُريد البرغوثي، استَيقِظ يا كنفاني. ها هم لُيوثُنا يسيرونَ بين الأسرى بهاماتِهم المَرفوعة، و يَنثُرونَ فوق رؤوسِهم الزعتَر.
اصبِري يا عَروسَنا، انتَظِري أيتها الحُرّية، ها نحن نَدنو من الحلمِ المُستحيل.