مع استقبال فيكتور أوربان لبنيامين نتنياهو في بودابست الخميس، أعلنت المجر انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية، معتبرة بذلك أنها بحل من تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي. في الإطار، خرج انتقاد نادر من ألمانيا تجاه هذه الخطوة، حيث استنكرت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك زيارة نتنياهو لمجر، واعتبرت أن “هذا يوم سيء للقانون الجنائي الدولي”.
موقف ألماني نادر تجاه إسرائيل صدر من وزيرة خارجية بلين أنالينا بيربوك، التي استنكرت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر، وعدم إقدام بودابست على توقيفه على الرغم من صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية بذلك.
وقالت بيربوك خلال اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي “الناتو” في بروكسل “هذا يوم سيء للقانون الجنائي الدولي”.
وأوضحت وزيرة الخارجية الألمانية أن القواعد الأوروبية تسري على جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنها أوضحت مرارا أنه “لا أحد فوق القانون في أوروبا. وهذا ينطبق على جميع مجالات القانون”.
ووصل نتنياهو الخميس إلى بودابست، في أول رحلة له إلى أوروبا منذ 2023، حيث استقبله رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وذلك رغما عن أن المجر عضو في المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي ملزمة بتنفيذ قراراتها، وفي هذا الحالة اعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
في الإطار، وقبيل وصول نتنياهو، أعلنت المجر الخميس قرارها الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في المجر “إم تي آي” عن جيرجيلي جولياس، مدير مكتب أوربان، قوله إن حكومة البلاد قررت الانسحاب من المحكمة.
وأشار أوربان خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو إلى أن الجنائية الدولية “لم تعد محكمة محايدة” بل أصبحت “محكمة سياسية”، كما “يتضح بشكل واضح من خلال القرارات الصادرة بشأن إسرائيل”.
وتعهد أوربان ألا تنفذ المجر، العضو في الاتحاد الأوروبي، مذكرة التوقيف، رغم أنها من موقّعي معاهدة إنشاء المحكمة.
من جهته، قال نتنياهو “لقد اتخذتم قرارا شجاعا ومبدئيا، وأنا أشكركم، فيكتور”، مضيفا “هذا مهم لكل الديمقراطيات. من المهم التصدي لهذه المنظمة الفاسدة”.
وتعقيبا على قرار المجر، ذكرت المحكمة الجنائية الدولية بودابست بأنها تبقى “ملزمة التعاون” مع الهيئة القضائية. وقال المتحدث باسم المحكمة فادي العبد الله للصحافيين “تذكّر المحكمة بأن المجر تبقى ملزمة التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية”.
ووفقا لنظام المحكمة، يسري مفعول انسحاب أي دولة منها بعد عام من إيداع وثيقة الانسحاب، والتي عادة ما تكون بشكل خطاب رسمي بهذا الخصوص، لدى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة.
ويرى خبراء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول التقليل من أهمية قرار المحكمة، وفي الوقت نفسه صرف الانتباه عن التوترات في الداخل.
وقال المستشار الاستراتيجي الدولي والمستشار السابق لنتانياهو موشيه كلوغافت لوكالة فرانس برس إن “هدفه النهائي هو استعادة القدرة على السفر إلى أي مكان يريده”، وأضاف “في البداية يسافر نتانياهو إلى أماكن لا يخشى فيها الاعتقال، ويُمهّد بذلك الطريق لتطبيع رحلاته المستقبلية”.
وتأتي زيارة نتانياهو للمجر في وقت يواجه ضغوطا متزايدة على خلفية مساعي حكومته تسمية قائد جديد لجهاز “الشاباك” وإقالة المستشارة القضائية للحكومة، مع توسيع سلطة السياسيين في تعيين القضاة.
كما أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بشهادته في تحقيق يتعلق بمدفوعات مفترضة من قطر لبعض كبار موظفيه، بعد توقيف اثنين من مساعديه.
وقال كلوغفات إن “إحدى أساليب نتانياهو تتمثل بالتحكم بالأجندة الإسرائيلية”، مضيفا أن زيارة المجر تمنحه فرصةً لحرف الأنظار لأيام.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/نوفمبر مذكرات توقيف بحق نتانياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، من بينها استخدام التجويع كسلاح.
ومنذ إنشائها وحتى الآن، بوروندي والفيليبين فقط انسحبتا من المحكمة.