بقلم: كنده الجيوش
ضد واحد من أكثر القادة الإسرائيليين تشددا ومثيرا للجدل، والذي يُجابه أيضاً بالرفض سياسياً و شعبياً من قبل الكثير من أبناء قومه! المذكرة جاءت تشرح الأفعال المؤدية إلى إصدارها و التي ترقى إلى جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية في كلٍ من غزة ولبنان!
الكثير من القادة والسياسيين في العالم تلقوا هذه المذكرة الدولية بتأكيد على احترامها إن لم نقل بترحيب ، والتزام حكوماتهم بها و تنفيذها لا سيما انه صدر عن محكمة العدل الدولية التي تُعدُّ في صدارة من يُمثّل العدالة الدولية. و يتفق العديد من القادة عرب أو غيرهم على تشجيع مثل هذه المذكرة ضد هذا الرجل بل البعض منهم كان ينتظرها، لأسباب عديدة لعل أهمها انه أي نتنياهو هو احد العوامل الرئيسية في عدم الاستقرار في المنطقة العربية على الضفة المقابلة اي الغرب تحديداً ، معظم حكوماته تنظر الى المنظمات والأحزاب والأطراف الدينية ذات الصبغة المسلحة على أنها ايضا احد أهم أسباب عدم الاستقرار كما الحال في لبنان.. وبغض النظر إن كانت المطالب عادلة أم لا.. ولكن الصيغة المسلحة لهذه المطالب جعلت من الصعوبة على الغرب تأييد هذه المنظمات.
ومن الأسباب الأخرى التي جعلت من الصعوبة بمكان على الأطراف الدولية أن تكون مؤيدة لها مسألة الأحلاف والتوازنات في منطقة الشرق الأوسط ذات التعقيدات السياسية و الدبلوماسية المتشعبة الولاءات ، و تناثر الأطياف السياسية المتآخية أو المتناحرة. ولكن حركة التاريخ و حتميتها أنها تسير نحو الأمام سواء بفعل حركة التاريخ الحتمية، أو القوى التي تقوم بصنع العوامل في تسيير هذا التاريخ. وربما كان لابد لنتياهو ان يخطئ أخطاءً فادحا ومؤلمة مثلما حدث في غزة ولبنان من جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية.
ربما هذا قام بالتمهيد للغرب كي يتخطى عتبة الخوف من وصفهم باللاسامية في حال وقفوا ضد إسرائيل ونتنياهو في ضرباته العنيفة ضد المدنيين في لبنان وغزة تحت مسمى حماية امن المدنيين الإسرائيليين . كما و ربما قادت أفعال نتنياهو الجرمية إلى حقبة تاريخيّة أخرى ، هذه الأفعال التي أراد بها أن يتخلص من أقوى أعدائه وأعداء الآخرين في لبنان .. حتى تزول حجته بأنه يخشى من طرف مسلح سوف يزعزع امن المنطقة سواء في لبنان أو غزة. وهكذا يبدو نتيناهو وكأنه بعدوانه قد فسح القبر لوأد حقبته التي أرادها أن تكون تاريخيّة و لطالما ردد أنها حرب الاستقلال الثانية لإسرائيل.. و من أن أهدافه هي في القضاء على أعدائه وأعداء الغرب وبالتالي توفير حجة سياسية له في بقاء رجل يؤمن بالعنف مثله في جو سياسي يسعى نحو توازنات سياسية جديدة ومرحلة تاريخيّة جديدة بغض النظر عن توازناتها مع إيران ودول الشرق الأوسط والغرب والصين وروسيا. في السياسة البعض يؤمن باستخدام أقوى ميزات شخص ما سواء الإيجابية أو السلبية ضده.. وفي حالة نتياهو تبدو واضحة. .. كانت ولا زالت نزعته العنفية وشخصيته المتشددة.. و كما نقول « رخى له الحبل ليشنق نفسه».
يبقى لنا أن نتألم ونحزن لدورة التاريخ التي كان ثمنها إراقة دماء الكثير من الضحايا الأبرياء.. سواء بالأرواح أو الخسائر المادية أو المعنوية أو الأذى و الصدمات النفسية.
نأمل بعالم آمن وأفضل للجميع وتاريخ ارحم مع من تبقى من البشرية.