بقلم: عادل عطية
أنظروا إلى تلك الأراضي الشاسعة المترامية الأطراف غرب وادى النيل!
أنظروا إلى كثبانها، وأخاديدها، وهضابها، ووديانها، وواحاتها الرائعة التي كانت مصدراً لإلهام المصريين القدماء!
ها هي ذا مكبلة بملايين الألغام المزروعة، والقنابل التي لم تنفجر بعد، بيد أبطال الحرب العالمية الثانية مونتجمري، وروميل، وكل من تضامن معهما على زرع تلك الحقول الواعدة بالموت!
وها هي ذا سلال الغلال التى كانت ترسلها إلى كل أفواه العالم، أضحت فارغة على مدى أكثر من نصف قرن مضى!
إلى متى نولى ظهرنا للعزيمة المتقدة، ونظل نختبئ وراء إهمالنا الراسخ؟!
ألهذا الحد أصبحت حدائق الشيطان ماهرة في إيقاع اليأس بنا؛ حتى لم نعد قادرين على استعادة مجد صحرائنا الغربية من ماضٍ عنيد يريد الاستحواذ عليه إلى ما لا نهاية؟!
ان بقاء هذه الألغام تحت ثراها الطيب، لهو اعتداء على الحياة وتمجيد للموت وإدانة على تكاسلنا المريب!
لنفتح أعيننا بحيث نرى عظم الخير الموجود في هذه الصحراء، التي يجري من تحتها نيلنا الأرضي الذي لو أطلقنا ماءه الحى الدافق؛ لتغذى ترابها الأسغب، ولأصبح الاخضرار ينمو فى اسمها الجاف، ولرأينا يقظة الحياة إلى المدى بعد موات!
فهل نُصف مع أصحاب النوايا الحسنة، على عدم الحفاظ على شعور اللامبالاة أمام حقولنا الملغمة، واثقين بأنه مهما تكن جذور الألغام ضاربة في العمق، فإن جانب التحدي دائماً ما يتمكن من الظفر في النهاية؟!
قال وليم بليك في قصيدته أمثال الجحيم: “تكدح الأجيال؛ لتخلق زهرة صغيرة”. وكأنه يحرضنا على خلق أول زهرة صغيرة من الخير فى صحراء أصبحت بألغامها المميتة وكأنها من أمثال الجحيم!