بقلم: عادل عطية
الظلام؛ وجه غير مرغوب فيه!
ربما لأن الإنسان لا يستطيع أن ينظر من خلاله، وهو يخشى المجهول!
وربما لأنه يرمز إلى العدم، ولأنه يعني التخبط والألم!
قالوا: “إن حروف كلمة الظلم هي من حروف كلمة الظلام. ذلك أن الظلام هو الذي يجيء بالظالمين”!
لقد ظلموا الظلام، وهو “كائن” عجيب، ومدهش، يلد عظائم الأمور..
الإنسان، ينبثق من ظلمة أحشاء الأم!
ومن أعماق الإنسان، تنطلق الأفكار، والمشاعر النبيلة!
فيه نجد الإيمان، والإيمان هو وجه لوجه في الظلام، على حد تعبير الطوباوية أليصابات!
وفي حلكة الليل، نرى النجوم المتدفقة البراقة، والتي نود لو تطاولها طموحاتنا، وأشواقنا، ونستمتع بضوء القمر، وهو يرسم ظله على الأرض!
وعلى وسائد الظلام، نجد الراحة، ونرى أحلاما سحرية، ألسنا نقول بسلطان الكرى!
ومن عتمة العمى، ظهر للعالم: هوميروس، وميلتون، وأبو العلاء المعري، والأعشى، وطه حسين، وباييني!
الظلام، يلد الفجر!
وظلمة الأرض، تلد الخضرة!
حتى عندما يبعث الإنسان، فهو يخرج من ظلمة القبر إلى مجد بهاء الله!
إن العيون في الظلام تتسع، إذ تسعى حثيثا إلى الرؤية، لكن الإنسان لا يحاول ولا يبتغي تدريب بصيرته!
ومنا من يلعن الظلام، ولا يحاول أن يضيء ولو شمعة صغيرة!
سيبقى الظلام، وسيبقى أجمل ما فيه: أن نحاول أن نضيء فيه ما يساعدنا على أن نری!…