بقلم: عبدالله الديك
عندما يهل علينا شهر حزيران ( يونيو) .. ترجع ذاكرتنا إلي ذاك اليوم المشؤوم في تاريخ امتنا العربية وخاصة بلدنا الغالي مصر…
في اليوم الخامس منه .. شنت إسرائيل حرب ضروس علي جبهات القتال العربية .. أجبرت الجيش المصري العظيم علي التقهقر والشتات في صحراء سيناء.. بعد أن دكت قواعد الطيران في معاقلها بالمطارات الحربية .. و وصلت الي الضفة الشرقية لقناة السويس.. وكذا دمرت الجبهة السورية و احتلت الجولان .. و أنهت الجبهة الأردنية و احتلت الضفة الغربية..
نرجع لسبب النكسة .. بعد أن أمم عبدالناصر قناة السويس .. شنت انجلترا و فرنسا و إسرائيل حرب ١٩٥٦ علي مصر .. و لولا إنذار الرئيس الأميركي ايزنهاور.. ما انسحبت القوات المعتدية وانتهت الحرب .. وخدع عبدالناصر الشعب بانتصار وهمي و خصص يوم ٢٣ ديسمبر من كل عام للاحتفال بعيد النصر ..
سادت بعدها حالة من الهدوء النسبي علي جبهة القتال مع إسرائيل.. وكون عبدالناصر لا يعلم شيء عن استعدادات الجيش لان قائده عبدالحكيم عامر الذي كان برتبة رائد و منحه عبدالناصر رتبة المشير دون خبرات أو دورات عسكرية .. كان غير مؤهل فعلياً لهذا المنصب الخطير .. ثم حجب المشير عامر أخبار الجيش عن عبدالناصر.. الذي أنهكت قواه في حرب اليمن الذي دخلها عبدالناصر لمحاربة حكم الإمام المدعوم من السعودية التي يكرها .. حاول بعدها تخدير الشعب بمقولة إننا سنلقي بإسرائيل في عرض البحار و ما وراء إسرائيل و طبعاً يقصد أمريكا ..واستمر في العنترية فطلب من أمين عام الأمم المتحدة يوثانت في السادس عشر من مايو ١٩٦٧ سحب قواته المراقبة للحدود المصرية الإسرائيلية.. و بهذا سيطرت مصر علي مضيق تيران وهو المتنفس البحري بإسرائيل.. و أغلق مضيق العقبة .. و بهذا خنق إسرائيل تماماً .. بل هدد بضرب الأسطول السادس الأمريكي إذا لزم الأمر.. مما أثار حفيظة الرئيس الأميركي ليندون جونسون..
هنا أعلنت إسرائيل التعبئة العامة.. و ضغط الشعب علي رئيس الوزراء ليفي اشكول .. فقام بتعيين الجنرال موشي ديان وزيرا للحربية ..
محطة الطيران الاردني في عجلون كان بها جهاز رادار أمريكي متطور رصدت تحركات للجيش الإسرائيلي وهنا جري الملك حسين لعبدالناصر طالباً حماية الجيش المصري .. الذي كان في حالة يرثى لها.. لا سلاح .. لا صفقات .. لا دشم لحماية الطائرات..الفريق محمد فوزي رئيس أركان الجيش سافر الأردن للاضطلاع علي المستجدات ..
الرئيس الفرنسي شارل ديغول والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو.. اخبرا عبدالناصر بموعد الحرب .. ولكنه قال ننتظر ضربة إسرائيل لنكسب الرأي العام العالمي..
بدأت الحرب و وقعت النكسة .. واتخذ المشير عامر قرار الانسحاب دون وضع خطة شاملة..و هرب قائد الجبهة الفريق عبدالمحسن مرتجي من مسؤولياته وترك جنوده يواجهون مصيرهم و عاد إلي القاهرة خوفاً علي حياته…
محمود رياض وزير الخارجية طلب من مندوبنا في الأمم المتحدة قبول وقف إطلاق النار و الموافقة علي مبادرة روجرز التي قبلها عبدالناصر صاغراً ..
في التاسع من يونيو.. تنحي عبدالناصر في حبكة درامية .. عن الحكم و سلم الرئاسة إلي السيد زكريا محي الدين .. ولكنه عاد للحكم بناء علي طلب الشعب !!!!
فقام بوضع المشير عامر رهن الإقامة الجبرية.. و حمله مسؤولية الهزيمة المرة ..
في الرابع عشر من سبتمبر.. أعلن خبر انتحار المشير عامر.. والي اليوم الكثير من القصص رواها من كان شاهداً على العصر.. عن انتحار أو تصفية المشير عامر …
ثم رحل الزعيم الخالد ابو خالد ؟؟؟
وجاء الرئيس البطل أنور السادات الذي أعاد لمصر أرضها و عرضها اللذان أهدرهما الزعيم ..
كان قرار حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ المجيدة .. النصر الحقيقي و الوحيد الذي قضي علي أسطورة الجيش الإسرائيلي و خط بارليف الذي لا يقهر ..
ثم خاض معركة السلام .. التي أعادت لمصرنا الغالية كامل الأرض حتي حدود ما قبل نكسة ١٩٦٧ .