بقلم: سونيا الحداد
وصمة عار دولية أو بالأحرى إنسانية، هي ما اتسمت به بداية هذا القرن. لقد بات جليا لكل من يحمل عقلا يفكر ويحلل بأن ما يسمى بالمنظمات الدولية ليست سوى مجرد أوكار تعمل تحت أمرة مصاصي دماء يسيطرون على هذا العالم يتقاسمونه سواء من خلال الحرب أو السلم، واضعين أسس وقواعد كلاهما وحيث لا يوجد للضمير فيها مكانا.
بات العالم اليوم إمبراطورية يحكمها إمبراطور مستبد، دموي، سادي وحاشيته التي تم تعيينها في الوقت والمكان المناسبان بغية تنفيذ الأوامر فقط لا غير وما لنا سوى الإقرار بالأمر الواقع والتهليل للإمبراطور وأتباعه، السجود لهم، تقبيل الأرض التي يمشون عليها والاعتراف بأوامرهم وشرائعهم كي تحفظ الرؤوس وربما الأعراض لو شاءوا. وكأنني أشاهد فيلما عن أباطرة زمان حيث كان يُحكم على الفرد بالإعدام هو وعائلته وأحيانا أربعة أو سبعة أجيال منها، والويل لمن يمد اليد لهم أو يساندهم.
أشاهد من بعيد السياسات الدولية وأتقيأ. تشمئز روحي من هذه المنظمات التي تعترف بطالبان حكاما لدولة دمرت أسسها ورمتها في أتون مجانين مسعورين تسمح لهم بالعيش مقابل وضع اليد على خيرات البلاد وجعلها مركزا استراتيجيا لمحاربة دول أخرى لمنعها من التقدم والتطور، تستغلها وتستنزف خيراتها على المدى الطويل. والكابوس لا ينتهي ولن ينتهي أكيد على زمني أنا. إنها حرب باردة يدفع ثمنها الأبرياء فقط. انه استعمار حديث يقسم الغنائم والحدود والمصائر. الأسلحة تطورت جدا والضمير اختفى أو أصبح ضميرا افتراضيا تمت برمجته كي لا يفكر بل يستجيب.
ما العمل؟ هل نتبع المثل القائل:»عند تقطيع الرؤوس كل مين يحفظ رأسه»؟ هل نسجد إلى الإمبراطور ونقبل ثوبه أم نختار الانتحار الجماعي؟… ليس لدي الجواب شخصيا لكن لدي الخيار بين تقبيل ثوب الإمبراطور أو العيش تحت إرهاب مجانين الله أمثال طالبان…. اختار الإمبراطور دون تردد، وحده هو يحميني من المسوخ التي نفخ فيها الحياة!