بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
الجزء السابع
تكلمت في مجموعة مقالاتي السابقة تحت عنوان هل المسيح هو الله؟
عن بعض ما قيل هنا وهناك رداً على هذا السؤال سواء في الكتب الدينية غير المسيحية أو في الكتب الفلسفية لكبار الفلاسفة المعروفين بعدائهم الواضح للمسيحية والسيد المسيح على وجه الخصوص.
وفي اعتقادي أنه قد حان الوقت لنقل ما جاء على لسان السيد المسيح أثناء حياته على الأرض والتي قد تساعدنا في معرفة الحقيقة..
حقيقة شخصية السيد المسيح من هو؟ ومن أين جاء؟ وإلى أين ذهب؟
والسؤال الأهم هو: من أين استقت المسيحية إيمانها بالتثليث والتوحيد؟ وعلى أي شئ تستند في شهادتها عن «الأب والابن والروح القدس الإله الواحد؟»
وما أود إثباته في مجموع هذه المقالات هو أن عقيدة التثليث والتوحيد في المسيحية لم تكن حصيلة تفكير نظري بشري في الله، بقدر ما هي تعبير دقيق عن الإيمان المسيحي منذ نشأته بظهور الله ظهوراً نهائياً لخلاص العالم في شخص يسوع المسيح.
ويسوع المسيح هو ابن الله الذي له ملء الروح القدس، والمرسل من الله إلى العالم «لما بلغ ملء الزمان» ليكشف للجميع بأنه ابن الله وكلمته المعبرة عن شخصية الله، وفيه اكتمل وحي الله وعرفنا الأب والابن والروح القدس الإله الواحد ولو تأملنا في الثالوث القدوس سنكتشف أن وحي الله لأجل خلاص الإنسان، وهو ما يجعل لوحي الثالوث القدوس بُعده الخاص. وظهور الأب والابن والروح القدس في تاريخ الخلاص هو الوحي الذاتي للإله الواحد الأزلي الذي لا إلاه إلا هو، والذي لأجل محبته للبشرية وللبشر ظهر لهم ظهوراً شخصياً بواسطة كلمته وابنه الأزلي وروحه القدوس ليتيح للإنسان الإتحاد به والاشتراك معه في حياته الالهية فيحصل بهذا على الخلاص الأبدي.
ويسوع المسيح كما جاء في الكتاب المقدس هو صورة مجد الله وضياء جوهره ، والله هو الأب لكل إنسان إلا أن أبوته ليسوع المسيح تختلف شكلاً وموضوعاً عن أبوته لكل البشر لأنه وكما قلت سابقاً بأن ابوته ليسوع المسيح أبوة حقيقية لأبنه الوحيد وكلمته «الأزلي» لأنه صورة مجده وضياء جوهره (عب 1:3) بينما أبوة الله لنا أبوة بالتبني أي أننا أبناء الله بالتبني الذي تكرَّم علينا به الله من خلال كلمته الأزلي يسوع المسيح الذي نزل إلى العالم لخلاص كل من يؤمن به وبعمله الكفّاري التام لخلاص الإنسان.
وإلى أن نلتقي في العدد القادم لاستكمال شرح وتفصيل كل ما سبق وأن ذكرته اترككم في رعاية الله الواحد ومحبته وسلامه…