بقلم: يوسف زمكحل
الحرب البيولوجية بدأت منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد فقد كانت الأسلحة البيولوجية جزءاً من ترسانات الجيوش أما في العصر الحديث وبالضبط في عام 1972 أعتبر استخدام الأسلحة البيولوجية عملاً غير أخلاقي من خلال أتفاقية وقعت يحظر أستخدام وإنتاج وتخزين الأسلحة الجرثومية .
واليوم بعد تفشي فيروس كورونا المرعب خرجت الأخبار لنا من هنا ومن هناك تتكلم أن ظهور فيروس كورونا نتيجة لحرب بيولوجية تشنها دولة بعينها ضد دولة أو دول أخرى فمثلاً في إيران رفض وزير الصحة الإيراني رضا ملك زادة تلك النظرية القائلة أن تفشي فيروس كورونا أتى في سياق حرب بيولوجية بينما قال على رضا بناهيان رجل الدين المقرب من المرشد مجدداً عبر وسائل إعلام إيرانية أن كورونا حرب بيولوجية ضد البشرية وتيار المقاومة في محاولة لأستهداف محور إيران وحلفائها في المنطقة .
أما أمريكا فاعتبرت كورونا فيروساً صينياً وما تروج له وسائل إعلام بكين وموسكو عن كونه سلاحاً أمريكياً لتدمير الصين هو لخدمة أغراض إقتصادية ودولية . وتناولت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية النظريات بشكل مختلف بأن فيروس كورونا ربما نشأ في مختبر مرتبط ببرنامج الحرب البيولوجية في الصين . أما في إنجلترا فهي أول من قالت عن إمكانية وجود الصلة بين الفيروس الذي أنتشر حديثاً ومختبر ووهان الوطني للسلامة الأحيائية الذي أفتتح عام 2014 وهو جزء من معهد ووهان لعلم الفيروسات .
أما الصين قالت عبر وسائل إعلامها أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المصدر الأساسي لفيروس كورونا الجديد وأشارت إلى جنود أمريكيين شاركوا في دورة الألعاب العسكرية العالمية التي جرت في مدينة ووهان وتنافس فيها 10 آلاف عسكري من مختلف أنحاء العالم في أكتوبر تشرين الأول 2019هم الذين نقلوا الفيروس إلى المدينة .
وتحت عنوان مرض كورونا حرب بيولوجية أمريكية ضد روسيا والصين جاء مقال وسيلة إعلام تابعة لوزارة الدفاع الروسية تدعى زفيزدا الشهر الماضي وقالت أن الفيروس وجه ضربة للإقتصاد الصيني الأمر الذي أضعف موقف بكين في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لديها معامل بيولوجية في دول مثل جورجيا وأوكرانيا ، وكازاخستان ، وأذريبيجان ، وأزوبكستان وأنها على صلة بوكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات (دي تي أر ايه) ، وأنتشر أخيراً فيديو على الواتس آب يشير إلى فرنسا وتورط معهد باستور الفرنسي في ظهور هذا الفيروس وأن هذا المعهد لديه لقاح بالفعل ضد هذا الفيروس وفي الأيام القادمة سيتم الإعلان عنه وبيعه وتحقيق طبعاً أرباح مالية تقدر بالمليارات . أن الحرب البيولوجية أصبحت هي الحروب المستقبلية فهي أقل تكلفة من الناحية المالية والبشرية فصاروخ كروز الذي يطلق من عرض البحر تكلفة الواحد مليون دولار وقد يصيب الهدف أو لا يصيبه وملايين الدولارات التي تصرف على إنتاج طائرات أس 35 وسوخوي وميج والغواصات النووية وحاملات الطائرات العملاقة وغيرها هذا غير التكلفة البشرية .
وأخيراً الإنسان رغم ذكائه لايعرف أن طمعه وخوفه الدائم من الآخر سيجعله يقتل العالم ويقتل نفسه بيديه وحسبي الله ونعم الوكيل .!