بقلم: يوسف زمكحل
كنا سعداء حالمين عندما أنتخب الرئيس دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بأنه سوف ينهي الحرب في أوكرانيا وينهي الحرب في غزة وأنه سوف يساعد في إيجاد حل للقضية الفلسطينية بان يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية بعد صراع دامي أمتد لأكثر من سبعة وسبعون عاماً ولكننا فوجئنا بتصريحات الرئيس ترامب التي أصابتنا بالأحباط ووصل الأمر لتهديد أكثر من دولة بفرض زيادة في التعريفة الجمركية على سلعها التجارية ومنهم كندا والمكسيك وبعض الدول الأوروبية، مما سيكون سبباً لتصعيد مشاكل إقتصادية لتلك الدول أما تصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء في مصر وتصريحات نتناياهو بتهجيرهم إلي السعودية التي تستهدف في النهاية القضاء على القضية الفلسطينية تماماً هي تصريحات غير مقبولة عربياً ودولياً.
ولم يصل الأمر لهذا فقط فقد صرح ترامب بأنه سيمنع مساعداته إلى الأردن ومصر في حالة عدم أستقبال الفلسطينيين لديهم الأمر الذي جعل مصر تعلن عن تنظيم مؤتمر قمة عربي على أرضها في السابع والعشرين من الشهر الحالي .
أتمنى من مصر أن تعرف أن رضوخها لأستقبال الفلسطينيين عندها سيعرضها لمشاكل كبيرة هي في غنى عنها وسيعرِّض أستقرارها للخطر .
ومصر لا يجب أن ترضخ للتهديدات الأمريكية لأن موضوع المساعدات الأمريكية لمصر هو بند ضمن بنود أتفاقية كامب دافيد وليس هبة تهبها أمريكا لمصر التي تحافظ وتعمل على تثبيت الأستقرار في الشرق الأوسط .
مصر رفضت مراراً وتكراراً تهجير الفلطسينيين من أرضهم إليها ورفضت مليارات الدولارات مقابل تنفيذ ذلك كانت كفيلة بإخراج مصر من كل مشاكلها الإقتصادية .
وقديماً قال الشاعر الراحل على محمود طه “ أخي جاوز الظالمون المدى “وهو ما ينطبق على امريكا وإسرائيل ولكن مصر لديها سلاح قوي ممكن أن تستخدمه بأن تعلن عن تجميد أتفاقية كامب دافيد لو أقتضى الأمر وزادت التهديدات الأمريكية وأن يستخدم العرب سلاح البترول أمام هذا العبث السياسي وقطع العلاقات مع إسرائيل وتجميد الأستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة .
مصر والعرب يشكلون قوة مخيفة لو أتحدوا أمام وجه بعض المجانين الذين يحكمون العالم اليوم .!