قال وزير الخارجية سامح شكري ـ في كلمة له اليوم /الاثنين/ خلال انطلاق اجتماع الاول للآلية الوزارية المنبثقة عن قمة دول جوار السودان ـ إن الدوائر الإقليمية والدولية تترقب من هذا الاجتماع نتائج إيجابية، خاصة في ظل هذا التوقيت الذي وصفه بأنه “بالغ الحساسية” وذلك مع تعثر جهود وقف إطلاق النار الذي يزداد يوما بعد يوم، مما أدى إلى زيادة حجم المعاناة الإنسانية للشعب السوداني وسط شح غير مسبوق في المواد الغذائية والدواء والخدمات الطبية الضرورية اللازمة في الخرطوم.
وشدد شكري على أهمية تضافر كافة الجهود من أجل إقناع طرفي النزاع في السودان بضرورة الوقف الفوري للاقتتال لإنقاذ ما تبقى من مقدرات السودان وشعبه العظيم، داعيا دول الجوار إلى اتخاذ إجراءات فورية للحد من الأزمة الإنسانية التي وصفها بـ”الطاحنة” في السودان عن طريق العمل لإيصال المساعدات الإغاثية إلى مستحقيها بأسرع وأكفأ السبل الممكنة.
وأكد شكري ضرورة تعزيز من قدرة مجتمعات النازحين في دول الجوار على الصمود، مطالبا في الوقت نفسه مجتمع المانحين بدعم قدرات دول الجوار على تقديم الاستجابة السريعة والمطلوبة للسودانيين.
وأضاف أن دول جوار السودان تتوقع أن يكون السودانيون أنفسهم على قدر مسؤولية الحدث، وأن تتكاتف أيديهم مع أيدي دول الجوار الممدودة إليهم بالأمل في أن يعم السلام والاستقرار كافة ربوع السودان .
وأكد وزير الخارجية أن مصر وهي تطرح رؤيتها للتحرك لمعالجة الأزمة السودانية في إطار آلية دول الجوار، لن تدخر جهدا في أن تبدأ بخطوات عملية في سبيل تحقيق لم الشمل السوداني ومعالجة جذور الأزمة، مشددا على حرص مصر عقب انتهاء قمة القاهرة على تيسير التواصل بين الأشقاء السودانيين لتمكينهم من إيجاد أرضية مشتركة وبلورة رؤية وطنية متكاملة وواعية تعالج جذور الأزمة وتمهد الطريق أمام بدء عملية سياسية شاملة .
وأضاف: “اجتماعات قوى الحرية والتغيير في القاهرة التي انعقدت يومي 24 و25 يوليو الماضي تعد إحدى الخطوات الهامة والمحورية في اتجاه بناء توافق مدني عريض يسهم في حل الأزمة من منظور شامل بملكية سودانية”.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر تواصل جهودها في تقديم المساعدات الإغاثية وكافة أوجه الدعم للأشقاء في السودان للتخفيف من معاناتهم الإنسانية التي تتفاقم بشكل يومي في ظل استمرار سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء ونزوح ما يقرب من 2.5 مليون سوداني وفرار نحو 600 ألف إلى دول الجوار.
وتابع شكري “تستمر مصر في التنسيق عن قرب مع وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية لضمان توفير المساعدات اللازمة وتسهيل نفاذها وتوزيعها وتعزيز صمود واستقرار المجتمعات المتضررة من النزاع”.
وأكد أن “حجم المسؤولية الواقعة على عاتقنا تفرض تضافر جهودنا جميعا للخروج من اجتماع اليوم بتصور محدد حول ما يمكن اتخاذه من خطوات في اتجاه حل الأزمة ورفع المعاناة عن الأشقاء في السودان ، ونؤكد استعدادنا للعمل مع كافة الأطراف نحو تحقيق هذا الهدف”.
وأعرب وزير الخارجية – في ختام كلمته – عن ثقته في قدرة المجتمعين على تنفيذ توجيهات القادة المتضمنة بمخرجات “قمة القاهرة”، وإكساب مسار دول الجوار زخما إضافيا عبر تنسيق الجهود والتوصل إلى توافق حقيقي في الرؤى والمواقف للخروج بنتائج عملية تسهم في تخفيف المعاناة على الشعب السوداني واستعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد.
المصدر : أ ش أ