شعر: نسرين حبيب
في قميصٍ مُتَثائبٍ وقد تقطّعَتْ أزرارُه
.. وسيمٌ شاردُ النّظراتِ في جزيرة «سانتوريني»
على متنِ أفكاري طفْتُ في سفينةِ عينيه أتنبّأُ بِمَ يُقاسُ مِعيارُه
من الجمالِ أمِ الوسامةِ أمِ الذُّكورَةِ الغَضّةِ؟! أُمّاهُ من الغَيبوبةِ أفيقيني!
مشدوهَةٌ بنظراتِهِ التّائهةِ أتساءلُ كيف يُعَبُّ من بحرِ الحسنِ غمارُه
وهو يَتأمّلُ زُرقةَ الأفقِ مستمتعًا بطَبَقِ «الفيتوتشيني»
ضعتُ في صفاءِ اخضرارِ عينيهِ مفكّرةً بِمَ يَتلوّنُ حوارُه
فأشرْتُ له بيدي مُبادِرَةً؛ ويا نفسي من خجلي أعينيني!
توقّعْتُ أن يَردَّ التّحيّةَ بغمزةٍ أو إيماءةٍ إنّما طالَ انتظارُه
وَهْوَ يَرنو إلى سكونِ قرصِ الشّمسِ في هالةٍ من الصّمتِ الرّزينِ
تزاحمَتْ نظراتُهُ في عينيّ وتآكلتني الحيرةُ.. تُراهُ أين تَرسو أفكارُه
حتّى اقتربَتْ منه هيفاء تَمسحُ فمَهُ وتَقطَعُ حِبالَ شكّي باليَقينِ
إنّ الوسيمَ ضَريرٌ مَسلوبُ الرُّؤى مُعتِمٌ إبصارُه
وأنا في بلاهتي عائِمَةٌ في مغامرةٍ وهميّةٍ مع إغريقيّ من «سانتوريني»