بقلم: ﭽاكلين جرجس
النور مكانه في القلوب أحضن خيوط شمس الغروب
يا تكون أد الحياة يا تعيش وحيد وسط الدروب
اليأس ضعف وخوف جبان لكن الأمل يفتح بيبان
يا تكون قد الحياة يا تعيش وحيد وسط الدروب
لعل في كلمات أغنية “مدحت صالح” فى فيلم “أمير الظلام” للشاعر “مجدي كامل” دعوة داعمة تبث الأمل وتعلن التحدى بداخل نفس كل من فقد نعمة نور البصر لكنه لم يفقد ضياء البصيرة ونورانيتها و حب الحياة وشغف النجاح ؛ فبالبصيرة يكون لصاحبها فرصة خلق فضاء داخلي من الوضوح والهدوء في التفكير المذهل للأفكار والعواطف والأحاسيس والأحلام والخيال فى تصورك دون رؤية مسبقة للعين لكل هذه الافكار ؛أن تحلم دون أن ترى طريقك أو لون أحلامك ؛وهذا ما حدث و لايزال يحدث من أعظم عبقري في التاريخ إلى أصغر موهوب في العالم الآن، فلابد وأن يفيض الله بعطاياه التى لا تنضب على كل إنسان و التى تحتاج منا أن نتعهدها بالرعاية و الاهتمام لتؤتى ثمارها .
و من هنا جاءت مبادرة “نور حياة” الرائعة فى 2019 لمكافحة وعلاج أمراض ضعف وفقدان الإبصار ، والتي تستهدف الكشف على 5 ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية على مستوى الجمهورية، و التى خصص لها مبلغ مليار جنيه من صندوق “تحيا مصر”.
وتوالت المبادرات الداعمة لاولادنا لتكون ضوء ينير دروب الحياة للأكفاء مثل مبادرة “طريق مضيء لطفلي” بمحافظة أسوان، و التى استهدفت أولياء أمور الأطفال “المكفوفين”، حيث تهدف المبادرة لتخفيف معاناة أولياء الأمور الذين لديهم أطفال من ذوي الإعاقة البصرية بسبب قلة الخدمات الموجهة إليهم و عمل تأهيل نفسي ووعي لأولياء الأمور وتوجيههم إلى استخدام الأساليب الحديثة للتعامل مع هؤلاء الأطفال لكي يصلوا إلى الاعتماد الكامل على أنفسهم ، كما أهتمت المبادرة بأبرام شراكة مع مؤسسة “صناع الحياة” ومؤسسة “كلنا إيد واحدة” لتوفير مكتب تأهيل متكامل لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة لحالات ذوي الإعاقة الخاصة بمبادرة طريق مضيء لطفلي، وقامت بإطلاق قناة على اليوتيوب لتوعية المكفوفين وأولياء أمورهم.
كذلك لا يمكننا إغفال الدور الهام الذى تلعبه مؤسسات المجتمع المدنى مثل “ المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين “ بمصر و الذى تأسس عام 1953 ، و يضم مدارس التعليم الأساسى والثانوى ومعهد الموسيقى والمدرسة السمعية ومكتبة برايل ،وعلى مدى 67عاماً تم تدريب الأكفاء على مهن تصنيع أدوات النظافة والأحذية والخيزران والجلود والتجارة والدهانات .
و فى كل يوم يبهرنا الأكفاء بقدرتهم على التواصل مع المجتمع و تخليهم عن الانعزالية ، فاصبح لديهم مجتمع خاص بهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، ليشاركونك البوستات والفيديوهات وهناك تطبيقات الأندرويد الخاص بالمكفوفين باستخدام البرنامج الناطق الذى سهل التواصل فيما بينهم فى أنحاء العالم ؛لكن بالرغم من حرمانهم من أجمل لحظات رومانسية بين العشاق فالحب قد يأتى من النظرة الأولى أحيانًا ؛إلا أنهم عاشوه بطريقتهم الخاصة عن طريق السمع و الإنجذاب لصوت المحب ربما يكون هو الدافع الرئيسى الذى يحرك مشاعرهم لينشدوا بأعذب الألحان و الأغانى و يصبح لدينا عباقرة فى مختلف المجالات مثل الموسيقى و الغناء كالفنان الكبير الراحل سيد مكاوى والموسيقار عمار الشريعى
و عليه أشيد بأوركسترا “النور والأمل” و مقطوعاتهم الموسيقية خلال حفلات دار الأوبرا ؛ و فكرة فريق wonders للملحن الشاب هشام جمال مكونًا منهم أول فريق غنائي محترف في الوطن العربي أملين أن تنمو و تزهر و تستمر ضمانا لاعطاء اولادنا فرصتهم الكاملة لإظهار مواهبهم .
فى واقع الأمر أن قضية رعاية المكفوفين وتوفير فرص افضل لحياتهم فى مصر أمر غاية فى الأهمية ، فمصر تهتم بنحو 3.5 مليون كفيف ، كما يصل عدد المكفوفين الملتحقين بمراحل التعليم المختلفة نحو 37 ألف كفيف… لذلك أدعو كل منظمات العمل الأهلى و التنموى الاستثمار فى مواهب اولادنا .. نعم النور مكانه في القلوب .. يا إلهي أنر قلوبنا للنقدم كل الدعم و الحب لأصحاب القلوب المنيرة .