بقلم: حسّان عبد الله
يا مُلْهَمَ الشِّعْرِ إِنَّ الشِّعْرَ في خَطَرٍ
وَالخَوْفُ أنَّ بُحورَ الشِّعْرِ تَنْدَثِرُ
النّحْوُ يُلْحَنُ والإِمْلاءُ غَائِبَةٌ
والوَزْنُ لا صِحَّةً فيهِ ومُنْكَسِرُ
حَتَّى القَوافي فقدْ ضَاعَتْ وما وُجِدَتْ
أمَّا البَلاغَةُ فيها فَهِيَ تَحْتَضُرُ
إِنْ كانَ هذا مصِيرَ الشِّعْرِ في زَمَني
فَإِنَّني مَنْ دُعاةِ الشِّعْرِ أَعْتَذِرُ
الشِّعْرُ مَعْنًى وأَوْزانٌ وقَافِيَةٌ
فيه العَواطِفُ والإِحْساسُ مُعْتَبَرُ
إِنْ كانَ شِعْرُكَ مَوْزونًا لَهُ أَلَقٌ
النَّاسُ تَحْفَظُهُ دَهْرًا ويَشْتَهِرُ
أَمّا الرَّكِيكُ فَلا فَرْدًا سَيَذْكُرُهُ
حَتَّى ولَوْ دامَ أَيَّامًا سَيَنْدَثِرُ
كَمْ مِنْ قَصائِدَ قد دامَتْ مُخَلَّدَةً
فيها لِكُلِّ هُوَاةِ الشِّعْرِ مُعْتَبَرُ
تُعْطيكَ منها دُروسًا في بَلاغَتِها
فيها الفَصاحَةُ والأَفْكارُ والصُّوَرُ
تَهْتَزُّ نَفْسُكَ وَقْعًا حِينَ تَقْرَأُها
أَبْيَاتُها نُظِمَتْ وكَأَنَّها الدُّرَرُ
واليومَ تَقْرَأُ أَشْعارًا مُهَلْهَلَةً
عندَ قِراءَتِها يُصيبُكَ الكَدَرُ
همْ يَحْسَبونَ رَكيكَ القَوْلِ أَشْعارًا
خَالٍ منَ الشِّعْرِ ما قالوا وما نَشَروا
الشِّعْرُ مَعْنًى وأَوْزانٌ بِأَحْرُفِهِ