بقلم :هديل مشلح
مما لاشك فيه أن التدخين آفة من آفات المجتمعات قديماً ومستمرة إلى اليوم والغد , وهي عادة سيئة تظلم الإنسان وتتحكم بعقله وعواطفه , تُدخل متعاطيها في عالم زائف من المتعة المؤقتة صديقة السوء ورفيقة المرض , و لا يقتصر التدخين على عمر معين ولا وضع اجتماعي لمجتمع أو فرد ولا ثقافة معينة فقد نجد من المدخنين الكبير والصغير فنرى الأطفال من عمر الزهور بأيديهم السجائر وكهلاً كبيراً يتنفس السجائر بديلاً عن الأوكسجين والمثقف والجاهل والغني والفقير الذي قد يستقطع ثمن علبة السجائر من طعام أطفاله أو مصروف بيته , قد يطول شرح مساوئ التدخين ولكن الغالبية العظمى من المدخنين يدركون هذه المساوئ لكنهم ليسوا على قدر عال من الإرادة لترك هذه العادة السيئة .
التدخين تبذير للمال والصحة والعمر ويدمر الشباب وله تأثير سلبي على المراكز العصبية والقلب وضغط الدم فهو يتلف حياة الإنسان ويدمر عقله , تُنفق المليارات من الدولارات سنوياً على شراء السجائر بأنواعها فهي تجارة عالمية وفي تزايد مستمر .
وأرى أن رقابة الأهل ووعيهم يلعب دوراً كبيراً في الحد من هذه الظاهرة بين اليافعين وتوعيتهم بمخاطر التدخين على صحتهم وصحة غيرهم , وتحذير الكبار من المدخنين وتشجيعهم على ترك هذه العادة السيئة ودعمهم لتحقيق هذه الخطوة فالمدخن لا يضر نفسه فحسب بل كل من يستنشق دخان سجائره فيصبح مدخناً سلبياً والتدخين السلبي لا يقل ضرراً عن التدخين العادي . و كما هي ضرورية رقابة الأهل كذلك رقابة الدول و تحاول المنظمات العالمية التحذير من خطر التدخين على الفرد والمجتمع والبيئة وتحتفل منظمة الصحة العالمية في /31/ من مايو- أيار من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ بهدف نشر الوعي بين المدخنين وغير المدخنين بالآثار السلبية لها وتصدر تقارير سنوية عن معدلات الوفيات الناتجة عن التدخين وقدرت معدل الوفيات خلال القرن العشرين بنحو 100 مليون وفاة ما يعادل ضعف وفيات الحرب العالمية الثانية وقد ترتفع الوفيات بشمل متزايد مع تزايد أعداد المدخنين وقد وضعت بعض الدول العربية والأجنبية قوانين للحد من هذه الظاهرة عبر تحديد أماكن مخصصة للمدخنين و منع التدخين في الأماكن العامة وفرض غرامات مالية كبيرة على من يخالف هذه القوانين وإقامة مسابقات تشجع الإقلاع عن التدخين مقابل جوائز مالية مغرية ولكنني أعتبر أن مثل هذه الخطوات ليست كافية فيجب أن تكون بعض القوانين رادعة و أكثر صرامة لأن المدخن يشكل خطراً على صحته وصحة غيره .