الأديبة والباحثة : إخلاص فرنسيس
هل تكفي قبلةٌ
وضمّةُ صدرٍ أن تمسحَ عنّي
أربعين عامًا من الوجدِ
هل تكفي لمسةٌ
لتنهيَ غربةً، وتبني ما هدّهُ رحيلُكَ
أقول للشجرِ، للريحِ، للسحبِ
أنا بخير، سأكونُ يومِ غدٍ
تجاوزتُ عمرَ الناي
أحملُ الليالي على كتفيَّ
وبقلمِ الرصاصِ الخشبيِّ
أرسمُ بسمةً على الثغرِ لتسعدَ
أنا بخيرٍ.. عندي جعبةٌ من الحروفِ
وكثيرٌ من النكوصِ وعهدٌ بعدَ
لا من يفكُّ حمّالةَ الصدرِ
ولا قميصَ أخضرَ
يتضوّرُ جوعًا
تحته النهدُ
وإعصارٌ كلما أمرتهُ بالسكوتِ احتدّ
هل تذكرُني كلما لاحتْ ظلالُ القرى
وهل جرّبتَ أن تنقذَ مهجتي
وتحرّرَني نحو الأبدِ
كنتُ بلا وطنٍ
بلا سكنٍ
بلا كفنٍ
وكنتُ من هنا وهناكَ وبنتَ الذكرياتِ
لي الرحيلُ ونافذةٌ رماديةٌ باهتةٌ
ونورسٌ يحاصرُ البحرَ معي
وعشبةٌ مريميةٌ تطبّبُ وجعًا مزمنًا
تفكّكُ قمصانَ الحزنِ
تزدردُ الهباءَ
ومن ترابِ الأرضِ أحوكُ سمرتي
وأزرعُ في غبارِها وجهي
هل يكفي أن تمنحَني كلامًا كالمطرِ
وأن تنحنيَ تقبّلَ يدي
لتقطبَ دمعةً تفاقم في الدمِ رصيدُها
ثارَتْ عليّ الفراشاتُ
والغِربانُ خطفتْ دسمَ العمرِ
يا أناي حصدتُ بيدي أشواك ما بذرتْ شفتاكَ الصامتتانِ
أبحثُ عن المفتاحِ عن طلسمٍ يقيني
غزوَ الآهاتِ
هل تكفي قُبلةٌ لتغيّرَ هويّتي
وتكسرَ حصارَ ماضٍ اكتنفني
لأبتسمَ
أضحكَ عليّ
أخدعني
وأبتسم
أحلم
أخاف لفظ اسمي
أبتسم
لئلّا يهتفَ قلبي باسمِك
في الستينَ.. في السبعينَ
يضحكُ التينُ
ويورقُ الزيزفونُ
أنا أيضًا أحبّكَ
وأنا أيضًا أكرهُك
أباحيةُ الجنونِ
وأنا أيضًا أستحقُّ الحياةَ