كتب / نضال الصباغ
من زمن ليس بالبعيد كنا نتخذ العلم و المعرفة من شخص كان لقبه القدوة الحسنة و قد كان هذا الشخص يختلف من طفل إلى أخر بحيث يمكن أن يكون الأب أو استاذ المدرسة أو العم أو شخص مقرب من العائلة .. و ذلك بحسب اختلاف قدرات هذا الشخص أو مهنته أو معرفته .
اليوم و بحسب ما نشاهده يومياً من المظاهر الغريبة على مجتمعاتنا العربية و الغريبة على عاداتنا و تقاليدنا الأصيلة .. مثل ألبسة الأطفال و ألعابهم و حتى برامج الأطفال التي تبث لهم عبر القنوات الفضائية .. كل ذلك لا يمت لمجتمعتنا العربية بصلة .. و ما كنا ناخذه عن قدوتنا الحسنة كان أهم و أفضل و أكثر فائدة من جميع هذه الوسائل الحديثة التي تعيق نمو أطفالنا و تفقدهم تركيزهم و تفقدهم روح الطفولة التي كنا نستمتع بها سابقاً .
لو أننا بحثنا عن المسببات لوجدنا أنها كثيرة – و هناك تداخلات كثيرة متعلقة بهذا الشأن
و خاصة مسألة الثقافة التي تغيرت من زمن إلى زمن بداية التغيير كانت في فترة الخمسينات
و أثره بدأت تظهر الأن في فترة القرن الحادي و العشرين
لقد كنا نستمع بفترة الثمانينات عن شي اسمع الغزو الثقافي و كانت أكثر المدخلات تؤثر في عقول الأطفال و ثقافتهم و لكن و مع بداية التسعينات بدأ الغزو الثقافي يتخذ شكلاً أخر .. شكلاً أكثر احترافية و انتقل من الكتب و الدواوين إلى شبكة الانترنيت التي لا يمكن السيطرة عليها و كانت هي البداية الحقيقة لسقوط القدوة الحسنة لأنها اتخذت مكانه و تربعت على عرشه.
الحق يقال أننا فقدنا الكثير مع فقداننا للقدوة الحسنة و فقد أطفالنا قيمة كبيرة لن تعوض أبداً .
سأبقى أحاول أن أعلم أطفالي أن هناك قدوة حسنة يجب أن يقتدوا بها و أن هناك ثقافة العادات و التقاليد التي يجب أن نحترمها و نعمل على صياغتها بما يتماثل و عصرنا هذا .
اعملوا جميعاً على ذلك .. قوموا بتعليم أبنائكم ثقافة القدوة الحسنة و علموهم أن قيمتها لا تقارن .. علموهم احترام العادات و التقاليد و أن مركز الثقافة هي ثقافة الأباء و الأمهات و القدوة الحسنة .