بقلم: كنده الجيوش
«انشالله القمحة التي زرعت بقلوبنا تموت وتنمى وتزهر محبة. بربارة مباركة على الجميع يارب.»
جملة جميلة جدا قرأتها عن احد الأصدقاء. وأحببت أن أبدا بها قبل أن أقول لكم كل عام وانتم بخير مرة أخرى بمناسبة عيد الميلاد في التقويم الشرقي والغربي.
ومن البربارة أحب أن أعود في هذه الأيام الطيبة إلى بعض من الاحتفالات والعادات التي زينت ثقافتنا في جوانب متنوعة وكذلك امتدّت بين الثقافات والأديان.
ومنها كم هي جميلة هذه الدعوة في عيد القديسة بربارة التي هربت حسب قصتها المتناقلة واختبأت بين القمح.
وكذلك تذكرنا هذه الكلمات بالمعايدة بأجدادنا وإنسانيتنا كم اعتمدت على القمح والزراعة في أراضينا الخصبة ولازالت حتى اليوم أرواحنا متعلقة بما تعطيه لنا الأرض الطيبة والخصبة.
وكلنا نعرف انه في عيد القديسة بربارة الذي يصادف في أوائل شهر كانون الثاني في بلاد الشام عموما يسلق الأهالي الحنطة او القمح ويحلونها بالسكر ويزينون هذه الأكلة باللوز والجوز والرمان والسمسم واليانسون … وأشياء أخرى.
ويحتفل بعيد البربارة بنفس الطريقة بهذه الأكلة وان كانت بطرق مختلفة قليلا واحيانا في أوقات مختلفة وبلدان مختلفة. ومثلا أهالي أوكرانيا تصنع هذه الأكلة في أيام الميلاد. وكذلك اليونانيين يصنعونها وشعوب أخرى.
ومن ناحية مختلفة تماما بعض المسلمين يأكلها في عاشوراء. وبعض المسيحيين يصنعها في آخر فصل الصيف في أيلول في أيام عيد «سيدة صيدنايا» وكلنا يعرف دير صيدنايا في سوريا.
وفي بيت لحم الجميلة في فلسطين بيت السيد المسيح والسيدة العذراء يصنعها الأهالي في أيام البربارة ويضيفون لها الفواكه المجففة.
صور متنوعة لعيد جميل وهو عيد القديسة بربارة التي في أيامها نزرع القمح وننتظره شهورا في الشتاء ليزهر في قلوبنا وفي أراضينا في شهر تموز .. ويذكرنا بأجدادنا الأقدم الذين زرعوا القمح في شمال سوريا وبلاد ما بين النهرين أو الرافدين.. وتركوا لنا قصص وحضارة وأدب وثقافة وتاريخ مثل عشتار وتموز.. ولازلنا نتكئ عليها حتى اليوم.
وتقول صديقة أخرى..
هاشلة بربارة
مع بنات الحارة
عرفتا من عينيها
من لمسة إيديها
من هاك الإسوارة
وهاشلة بربارة»
كل بربارة وأنتو جميعاً بألف خير
تبقى جراركن مليانة
وعنابركن عمرانة
وما ينقطع القمح من دياركن ..
وأقول كل عام وانتم بخير وقلوبكم مزهرة ببذور القمح والمحبة.