بقلم: خالد بنيصغي
أثار انتشار فيروس «إنفلونزا الخنازير» الذي أودى بحياة 16 شخصا في المغرب، هلعاً كبيراً في صفوف المواطنين ما دفع العديد منهم إلى اتخاذ إجراءات احترازية ، تفاديا لإصابتهم بالعدوى.
وشرع المواطنون، وخاصة على مستوى الدار البيضاء التي تعرف ازدحاما في مختلف الشوارع والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل العامة، في استعمال الكمامات بشكل احترازي من أجل تفادي الإصابة بهذا الفيروس .
وقد جرى تسجيل عدد من الحالات المصابة بمرض «إنفلونزا الخنازير» على مستوى العاصمة ، حيث تخضع للعلاجات الضرورية ، داخل بعض المصحات الخاصة والمستشفى الجامعي ابن رشد .
وأكثر الفئات تضررا من هذا الفيروس هم الذين تتجاوز أعمارهم 60 و70 سنة ، والمصابون بأمراض مزمنة ، والرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، والحوامل اللواتي لم تصل مدة حملهن إلى ثلاثة أشهر، والمصابون بالسكري والتهابات تنفسية حادة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي الإجراءات التي تتخذها الدولة في ظل هذا الهلع والخوف الذي أصاب المواطنين ؟؟ أما السؤال الثاني الذي يفرض نفسه دائما في أي فترة عصيبة تمر منها المملكة المغربية هو : هل المعارضة المغربية صادقة في دفاعها عن المواطن المغربي ؟؟ أم هي السياسة « المتعفنة « بتقويض عمل الحكومة من أجل إظهارها عاجزة في التسيير للتأثير على الناخبين في الانتخابات البرلمانية المقبلة ؟؟
الحكومة الحالية التي يقودها حزب “ العدالة والتنمية” – للمرة الثانية على التوالي – باعتبارها تمثل الدولة المغربية في اتخاذ القرارات والتدابير الوقائية والضرورية في انتشار مرض « أنفلوانزا الخنازير « تقول إن الأمر تحت السيطرة وأنها معبأة بكل الوسائل الضرورية من أدوية ومستشفيات وتطبيب من أجل معالجة المصابين بهذا الفيروس ، في حين أن المعارضة تشن حملة مضادة وتهاجم الحكومة وتنتقد سياستها في التعامل مع هذا الأمر المفزع .. إلا أنها ليست المرة الأولى التي نرى فيها هذا الصراع المرير بين الحكومة والمعارضة ، بل أصبحنا نسلم بهذا التنافر الدائم بينهما في جل الأحداث ، حيث تبادل التهم هو العنوان الأبرز سواء في السراء أو الضراء …
وبين إعلام الحكومة أو الدولة وإعلام الأحزاب المعارضة تضيع الحقيقة على المواطن المغربي في ظل هذا التطاحن غير المبرر بينهما ، والذي يبين أن المصلحة الشخصية للحزب تطفو على السطح بشكل فظيع ، وتأتي مصلحة البلاد في مرتبة أخيرة وللأسف الشديد ؟؟ والأمور بكل حال أصبحت واضحة وضوح الشمس وقت الظهيرة ، والضحية هو المواطن المغربي الذي فقد الثقة في أحزاب « الكرتون « التي على كثرتها لا تفيد البلاد إطلاقا ، بل فقط تستفيد من الميزانية الدسمة المخصصة لكل حزب ؟؟ إن جبر الخواطر وللأسف أدى إلى هذا العدد الهائل من التعددية الحزبية دون طائل « 33 حزب « ؟؟ في حين لا يحتاج المغرب إلا لثلاث أو أربع أحزاب على أكبر تقدير .. أعزائي القراء .. دمتم بود .