شهد العديد من وكلاء السفر في منطقة أوتاوا غاتينو، أسوة بوكلاء السفر في كندا بشكل عام، تغييراً في وضعهم مع الموجة الجديدة من جائحة ’’كوفيد – 19‘‘، وهم يعتقدون أنّ النقص في الدعم يعرّض قطاعهم للخطر.
عندما حظرت الحكومة الفدرالية الرحلات الجوية من دولة جنوب إفريقيا أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت بسبب انتشار متغيّر أوميكرون فيها، بذل كرْوين دوغان جهوداً كبيرة لمساعدة زبائنه على اجتياز سلسلة من موانع السفر ومتطلبات اختبار الكشف عن فيروس كورونا، مستجيباً لاتصالاتهم على مدار الساعة.
ويقول دوغان إنه منذ ذلك الحين ووضعُ وكلاء السفر أمثاله يزداد سوءاً.
’’في الوقت الحالي نحاول فقط البقاء على قيد الحياة‘‘، يضيف دوغان، وهو شريك في وكالة سفر ’’Voyages G Travel‘‘ في غاتينو، المدينة الكيبيكية التي يفصلها عن أوتاوا الواقعة في مقاطعة أونتاريو نهرٌ يحمل اسم العاصمة الفدرالية.
ويعتقد دوغان وسواه من وكلاء السفر في منطقة أوتاوا غاتينو أنه بعد اثنتيْن من السنوات العجاف ومزيج من الرحلات الملغاة والقواعد الجديدة والدعم المالي المحدود، باتت أعمالهم في خطر بعد أن بدا لهم أنّ قطاعهم أخذ، بعد طول انتظار، يتعافى.
فالرحلات الدولية استعادت بعض الزخم في عام 2021 وبلغت في تشرين الأول (أكتوبر) تقريباً ربع المستوى الذي كانت عليه قبل أن تضرب الجائحة العالم قبل نحو سنتيْن، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن وكالة الإحصاء الكندية.
لكنّ متغيّر أوميكرون الشديد العدوى سرعان ما قوّض هذا التعافي التدريجي.
ففي 15 كانون الأول (ديسمبر) طلب وزير الصحة الفدرالي جان إيف دوكلو من الكنديين الذين كانوا يخططون للسفر إلى الخارج لقضاء فترة أعياد نهاية السنة إلغاء رحلاتهم.
ويقدّر دوغان بأنّ وكالته خسرت قرابة نصف حجوزاتها بسبب الإلغاءات التي أعقبت هذه التوصية الحكومية.
وتطلب الحكومة الفدرالية حالياً من جميع المسافرين الدوليين الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات أن يقدّموا دليلاً على نتيجة سلبية لاختبار جُزَيئي للكشف عن فيروس كورونا، إضافة لمتطلبات أُخرى، كي تتيح لهم دخول كندا.
وتعتقد رئيسة الجمعية الكندية لوكالات السفر (ACTA )، وندي بارادي، أنّ هذه المتطلبات الحكومية، معطوفة على النقص العالمي في اختبارات الكشف، تشكل عنصراً رادعاً بوجه المسافرين.
’’هذا الشتاء سيكون مدمّراً‘‘، تقول بارادي.
غير مؤهلين للمساعدة المالية الفدرالية
بعد عامين من الوباء ، يقول دوغان إنه اعتاد الإلغاء. لكنّ الفارق الرئيسي هذه المرة هو أنّ شركته ليست مؤهلة للحصول على دعم مالي فدرالي.
’’لا يساعدوننا‘‘، يقول دوغان، قاصداً الحكومة الفدرالية، ’’وهذه هي المشكلة‘‘.
يعمل معظم وكلاء السفر – حوالي 80% منهم، حسب دوغان – مقابل عمولة. وهذه الطريقة في دفع الأجر تشكل مشكلة لأنها تعني أن وكلاء السفر غالباً ما يعملون مقدماً، لكن لا يتقاضون أجرهم عند إلغاء الرحلات، تقول رئيسة جمعية وكلاء السفر المستقلين، جوديت كواتيس.
’’وهذا يعني، مرة أُخرى، مزيداً من العمل دون أجر‘‘، تضيف كواتيس.
وفي رسالة بعثتها بالبريد الإلكتروني إلى ’’سي بي سي‘‘ (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) قالت ماري بيار باريل، الملحقة الإعلامية لوزير السياحة الفدرالي، راندي بواسونو، إنّ بإمكان وكالات السفر المؤهلة التقدم بطلب للحصول على مساعدة مالية للأجور والإيجار في إطار برنامج إنعاش السياحة والضيافة (PRTA – THRP) أو برنامج الدعم في حالة الحجر المحلي، وهما برنامجان فدراليان.
(نقلاً عن ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)