بقلم: الدكتور غازي الفنوش
يتكون مفصل الركبة من الجزء السفلي لعظم الفخذ والجزء العلوي لعظم الساق وطبقة من الغضاريف تغطي العظمتين وتعمل على جعل حركة المفصل إنزلاقيّة وسهلة كما وتعمل على حماية الركبة وامتصاص الصدمات التي قد تتعرّض لها. يعتبر مفصل الركبة من المفاصل المهمة للجسم، فالركبة تتحمل الضغط الناتج عن جميع الأعمال و الانشطة اليومية.
إن إحتكاك مفصل الركبة هو نوع من الالتهابات التي تؤدي إلى تلف وتآكل الانسجة الغضروفية التى تغطي سطح المفصل. حينئذٍ تصبح عظام المفصل عارية من الغضاريف، وتنقص المسافة بينها، ويبدأ احتكاكها، بعضها ببعض. ينجم عن ذلك إلتهاب فى الغشاء المصلي المبطّن للمفصل، هذا الغشاء يفرز عادة سائلاً زلالياً يساعد على ترطيب سطح المفصل في الحالة الطبيعية. لكن عندما يكون هنالك إحتكاك في المفصل يزداد إفراز هذا السائل فيحدث تورماً وانتفاخاً في الركبة .
أسباب خشونة الركبة:
تقدم العمر: تضعف غضاريف الركبة مع تقدم العمر وبالتالي تزداد امكانية حدوث الخشونة.
الوراثة : يزداد إحتمال حدوث خشونة الركبة إذا كان أحد الوالدين يعاني منها.
السمنة وزيادة الوزن: إن الوزن الزائد يشكل حِملاً إضافيّاً على سطح غضاريف المفصل، مما يؤدي مع إستمرار الوقت إلى اهتراء وتمزق في غضاريف الركبة وتآكلها.
التقوّس يؤدي الى زيادة في تحميل الوزن على الجزء الداخلي من المفصل.
جنس المريض: النساء أكثر عرضةً لهذا المرض من الرجال .
إصابات الركبة السابقة: إن كسور عظام الركبة و تمزق الأربطة أو الغضاريف الهلاليه يؤدي إلى حدوث الخشونه إذا لم يتم علاجها مبكرا وبشكل صحيح.
الإفراط في إجهاد الركبة: وينتج عن الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة وعن كثرة صعود وهبوط الادراج والسلالم.
أمراض المناعة الذاتية: مثل داء النقرس والروماتيزم اللذين يؤديان إلى خشونة الركبة، لاسيما في المراحل المتأخرة من المرض.
امراض الدم الوراثية: مثل الهيموفيليا، فالنزوف المتكررة وتجمع الدم في مفصل الركبة يؤديان إلى تخرب وتاكل غضاريف الركبة، وبالتالي حدوث خشونة فيها.
اعراض احتكاك الركبة:
تظهر اعراض احتكاك الركبة بشكل تدريجي على مدى عدة سنوات. فالمصاب يشعر بألمٍ في الركبة مع تصلب لاسيما اثناء المشي. تزداد شدة الألم بعد الجلوس بنفس الوضعية لفترات طويلة، وكذلك عند الصعود والنزول على السلالم. أما التورم والإنتفاخ في الركبة فيحصل بسبب تجمع السائل الزلالي فيها. أضافةً إلى ذلك، يحدث طقطقة وفرقعة بالركبة عند تحريكها .
التشخيص:
يتم تشخيص احتكاك الركبة بالفحص السريري للمريض لمعرفة أسباب الألم ودرجة تأثر المفصل ومقدار الحركة به. ويحتاج المريض إلى صورة شعاعية لمعرفة درجة الخشونة، فالأشعه تظهر مدى التضيّق فى المسافة بين عظام الركبه نتيجة تآكل الغضاريف فيما بينها كما وتظهر وجود زوائد عظميه على العظام المكوِّنة للمفصل. وقد يحتاج المريض ألى التصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى بالركبة.
علاج احتكاك الركبة:
إن الهدف من العلاج هو تخفيف الألم وتحسين مدى الحركة في الركبة ليتمكن المريض من مزاولة مهامه اليومية. بشكل عام يكون العلاج إما وقائيّاً محافظاً غير جراحيّ، او علاجاً جراحياً، وتشمل الخطة العلاجية:
- فقدان الوزن الزائد وذلك لتخفيف الضغط على غضاريف مفصل الركبة.
- ممارسة الرياضة بشكل عامّ والسباحة بشكلٍ خاص وبشكل منتظم، وذلك لتقوية العضلات المحيطة بالمفصل وزيادة مدى حركة الركبة.
- تغيير في نمط وأسلوب الحياة بشكلٍ يساعد على تقليل الأحمال على مفصل الركبه.
- استخدام الدهانات واللصقات والحقن في مفصل الركبة مثل حقن الكورتيزون الذي يخفف من الالتهابات في الركبة، وحقن حمض الهيالورونيك الذي يساعد في عملية انزلاق المفصل وحركته بسلاسة، كما وحقن المفصل بالخلايا الجذعية (stem cells) وبالبلازما الغنية بالصفائح الدموية للحالات المبكرة من احتكاك الركب.
- تناول بعض المواد من المكمّلات الطبية مثل الجلوكوزامين خاصة في المراحل الأولى من المرض.
- استخدام بعض الاجهزة والأدوات التي تساعد على تحسين حركة المفصل كالعكازات، وأربطة ومشدات الركبة اثناء نوبات الألم الحادة، وتطبيق الكمادات الباردة والساخنة.
- الأدوية: و هي تساعد على تقليل أعراض المرض حسب حالة المريض وتشمل الأدويه المسكنة الباراسيتامول وتشمل الأدوية المضادة للالتهاب الفولتارين والبروفين والسيلوبريكس، لتخفيف الألم والتورم.
- العلاج الطبيعي ويعمل على تخفيف الألم و تقوية عضلات الركبة و تحسين حركة المفصل. ويشمل الموجات القصيرة أو فوق الصوتية، بالإضافة للتمارين الرياضية لتقوية العضلات المحيطة بمفصل الركبة.
العلاج الجراحي: يتم اللجوء له إذا لم يتمكن العلاج الوقائي التحفظي غير الجراحي من التغلب على أعراض المرض و لاسيما فى الحالات المتأخرة منه. ويشمل العلاج الجراحي المناظير لتنظيف المفصل ومعالجة تمزق الغضاريف. وتبقى انجح طريقة لعلاج حالات الخشونة المتأخرة هي إستبدال مفصل الركبة بمفصل آخر اصطناعي، وهذه العملية الجراحية آمنة إلى حد كبير، ونسبة المضاعفات فيها لاتتجاوز 2% بشكل عام.