بقلم: فـريد زمكحل
يُمهد السلام الذي وقَّع أخيراً بين بعض دول الخليج وبين إسرائيل بمساعي أمريكية، الطريق لحصول الرئيس الأمريكي على ولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة.
هذا السلام الذي بمقتضاه وبمقتضى هذه الاتفاقية التي وقعَّ عليها كل من دولة الإمارات ودولة البحرين مع إسرائيل ستقام علاقات دبلوماسية وتجارية كاملة بين الدولتين مع دولة إسرائيل، الأمر الذي يراه المراقبون والمحللون بمثابة إنتصار متكامل الأركان لمنهجية الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب في التعامل مع هذا الملف، ما يفتح له الطريق لتحقيق فوزاً سهلاً على منافسه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة السيد جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي.
الأمر الذي تعتبره بعض الأوساط المهتمة أنه بمثابة تغيير في ديناميكيات القوة في الشرق الأوسط والذي وصفته شبكة بلومبرج بأنه إثبات لمهارة الرئيس الأمريكي في صنع السلام بعد عقود طويلة من الجهود الفاشلة التي بذلها من سبقوه في اعتلاء هذا المنصب، الأمر الذي سيمثل دعم لاعتماد أوراق ترامب كصانع للسلام في ذروة حملته لاعادة انتخابه.
وقد صرّح سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة السيد يوسف العتيبة في رسالة موجهة بأن شعوب المنطقة سئمت الصراع وبأن الاتفاق جيد للمنطقة وللولايات المتحدة.
وذلك بحضور العديد من النواب الديمقراطيين لمراسم توقيع هذا الإتفاق بناءًا على دعوة شخصية من الرئيس ترامب، وقد أطلق على الاتفاقية الثلاثية اسم «اتفاقيات إبراهيم» نسبة إلى إبراهيم أبو الأنبياء للديانات التوحيدية الثلاث الرئيسية في العالم، وقد قام الرئيس الأمريكي بالتوقيع على الاتفاقية كشاهد. ولكن لا يجب أن ننسى هنا الدور الكبير الذي قام به السيد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه في قيادة وانجاح هذه المفاوضات التي أدت إلى هذه الاتفاقية والتي وصفها بالانجاز الهائل للدول المعنية وأدت إلى شعور كبير بالأمل والتفائل لمستقبل نابض بالحياة ملئ بالامكانيات اللـ نهائية لجميع دول المنطقة، ما يجعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤهلاً للحصول على جائزة نوبل للسلام.
كل هذه المعطيات تؤكد صحة اتفاق السلام التي عقدته مصر مع إسرائيل على أنه السبيل الوحيد لاستعادة كافة الحقوق المسلوبة وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة وصحة دعوة الرئيس الراحل أنور السادات في هذا الخصوص، وقد سبق لي التنويه عن ذلك في أكثر من مقال إفتتاحي لي في جريدة الرسالة، وقلت من ضمن ما قلت فيهم بأن السلام هو الطريق الوحيد لوقف العنف والتطرف والنزاعات والحروب في المنطقة التي لم تعد تحتمل المزيد من هذا النهج، وأتوقع أن ينضم لهذه الاتفاقية أو في اتفاقيات مماثلة العديد من الدول الخليجية وغير الخليجية ومنهم المملكة العربية السعودية والكويت وسلطانة عمان والأردن وسوريا وتونس حتى يصبح سلاماً كاملاً شاملاً بين دول وشعوب المنطقة، سلام حقيقي قائم على التعاون الجاد والموضوعي الذي يراعى مصالح جميع دول وشعوب المنطقة على كافة المستوايات والأصعدة من سياسية واقتصادية وسياحية واجتماعية وثقافية وصحية ورياضية.
وهو السبيل الوحيد لتقريب وجهات النظر وإقدام دولة إسرائيل على تقديم العديد من التنازلات لإقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس… والله ولي التوفيق وهو سميع مجيب!