بقلم: الدكتور غازي الفنوش
هو مرض يتميز بانتشار ألم مزمن في أماكن متعددة من الجسم ومؤلمة عند الضغط على هذه المناطق، وتقدر نسبة الاصابة بين السكان 2 – 8 %ويؤدي إلى حدوث آلام مع شعور بالتعب والإرهاق وحدوث إضطراب في النوم و الذاكرة و المزاج، وعادة النساء عرضة للإصابة بالمرض اكثر من الرجال، وبنسبة حدوث بين النساء إلى الرجال 7 : 1 أي رجل لكل سبعة نساء .
أعراض الفايبروميالجيا :
يشعر المريض عادة بآلام واسعة الانتشار في الجسم، وغالبا يتوضع الألم في مناطق محددة كالكتفين والرقبة وأسفل الظهر والوركين، مع تصلب في مفصل الفك ، وتصلب في عضلات الجسم ، وخاصةً في الصباح ، مع صداع نصفي متكرر، كما يمكن أن يترافق مع القولون العصبي المتهيج، واكتئاب وقلق، وضيق في التنفس .
أسباب الفايبروماليجيا :
السبب الرئيسي لحدوث مرض الفايبروماليجيا لايزال مجهول ولكن يعتقد الأطباء والمختصين أن التحفيز العصبي المتكرر يسبب تغيير في ادمغة الاشخاص المصابين بهذا المرض، مما يؤدي إلى تغير في مستويات بعض المواد الكيميائية ( الناقلات العصبية ) في الدماغ كالدوبامين الذي يلعب دورا في ادراك الألم والتسكين وكذلك نقص في السيروتونين المسئول عن تنظيم النوم والألم والمزاج ، ونتيجة لكل هذه التغيرات في الناقلات العصبية تصبح مراكز استقبال الألم في الدماغ أكثر حساسية، فيحصل مبالغة في التفاعل مع إشارات الألم . وينجم عن ذلك انخفاض في عتبة تحمل الألم بسبب زيادة نشاط الخلايا العصبية الحساسة للألم في الدماغ والحبل الشوكي، ومنه عند حدوث آلام خفيفة سيشعر الشخص بأنها شديدة، كما يُعتقد أيضًا أن هناك عوامل اخرى تؤدي إلى الإصابة بالفايبروماليجيا، ومن هذه العوامل :
- الوراثة حيث يمكن أن يكون هناك طفرات جينية تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لهذا المرض، وقد أشارت الدراسات إلى احتمال 15 % حدوث مرض الألم المزمن الواسع الانتشار
- بعد التعرض لصدمات جسمية مثل السقوط وحوادث السيارات، وكذلك بعد التعرض لصدمات نفسية وعاطفية .
- قد يؤدي الإجهاد المفرط إلى حدوث اضطراب في الهرمونات وبالتالي للإصابة بمرض الفايبرومالجيا .
- وقد يترافق هذا المرض مع أمراض مزمنة أخرى كالتهاب المفاصل الروماتيزي ، والداء السكري .
تشخيص الفايبروماليجيا :
من المهم مراجعة طبيب متخصص بأمراض الروماتيزم، حيث يكون لديه خبرة في تشخيص تلك الحالات ومعالجتها، لايوجد فحص مخبري محدد لتشخيص المرض ، ولكن اخذ القصة المرضية بشكل دقيق وتفصيلي مع الفحص السريري، ووجود اضطراب في النوم وإعياء وصداع مزمن، واضطراب في المعدة والقولون، واكتئاب وقلق، قد يساعد الطبيب على تشخيص المرض ، هذا وإن الفحوص المخبرية والشعاعية هي فقط لنفي أو تأكيد الأمراض المشابهة لهذا المرض كقصور في الغدة الدرقية والروماتيزم .
المعالجة :
لايوجد علاج شافي للمرض، والمعالجة تقتصر على التحكم بالأعراض وتحسين الصحة العامة للمصاب، وعادة ينصح المريض بتناول التايلينول و الايبوبروفين والنابروكسين لتخفيف الآلام، كذلك تعطى الادوية المضادة اللإكتئاب والادوية المضادة للصرع، بالإضافة للعلاج الطبيعي والنفسي والتمارين الرياضية، والتخلص من المشاعر السلبية والمشاركة في النشاطات الاجتماعية والثقافية والإكثار من وسائل الترفيه والرحلات، التي تجدد النشاط والحيوية وتبعث الدفء في النفوس .
وجدير بالذكر إن الباحثين الكنديين في جامعة McGill احرزوا خطوة إلى الأمام في فهم حيثيات هذا المرض، حيث اظهرت الدراسة التي اجريت على 77 امرأة مصابة بالفايبروماليجيا، بأن تلك السيدات تحمل 20 صنفا من البكتريا المعوية التي لاتكون عادة متواجدة لدى الأفراد الاصحاء في الحالة الطبيعية، وهذا الاكتشاف قد يفتح المجال لمعرفة الأسباب في حدوث هذا المرض وبالتالي التمكن من معالجته .