بقلم: فـريد زمكحل
بعد أكثر من ستة أشهر من القتال غير المتكافئ بين قوات الاحتلال الإسرائيلي المدجج بكل أنواع الأسلحة الفتَّاكة، وبين مقاتلي حركة حماس الشجعان في غزة، الذين يؤكدون في كل يوم على أنهم شعب يستحق كل التقدير والإحترام لما قدَّموه من تضحيات كبيرة حتى اليوم دفاعاً عن وطنهم السليب وحقوقهم المغتصبة في حياة كريمة إسوة بمعظم شعوب العالم الذين يتابعونهم وينظرون لهم ولبطولاتهم بكل احترام وآسف في آن واحد، لأنه يعكس ويكشف الوجه القبيح لكيان الاحتلال ولمن يساندونه شرقاً أو غرباً.
والسؤال هنا هو كيف سمح قادة العالم العربي والإسلامي لأنفسهم ولشعوبهم الاحتفال بعيد الفطر المبارك في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بقتل المزيد من الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة بدلاً من منع كل أشكال الاحتفالات بهذا العيد تضامناً مع أبناء هذا الشعب الذين يُقتلون بالمئات يومياً على أيادي هذا الكيان الغاصب للأرض والحق؟
هذا الكيان الذي فشل حتى اللحظة في تحقيق مسعاه في القضاء على حركة حماس وكسر إرادة هذا الشعب في تحرير الأرض وإقامة دولته الحرة المستقلة رغم المحاولات المستمرة من حكومة هذا الكيان لتصدير صور كاذبة عن انتصارات زائفة لم يستطع تحقيقها حتى اللحظة، ما اضطره للجوء لاغتيال أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد إسماعيل هنية واغتيال البعض من أحفاده انتقاماً منه وهروباً من الفشل الكبير الذي يلاحقهم في تحقيق أي انتصار حقيقي على الأرض لهزيمة وكسر إرادة هذا الشعب، أو بكسر إرادة زعيمه السيد هنية الذي كان أكبر من الحدث وأكثر شموخاً وفخراً باستشهاد أبنائه وأحفاده حين لم يفرق بين أبنائه وأحفاده وبين أبناء شعبه الذين سقطوا للدفاع عن غزة بالآلاف مُعلناً بأن دماء أولاده وأحفاده ليست أغلى من دماء أبنائه من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة .. وهو موقف من مواقف الكبار وسيحسب له في التاريخ والتاريخ لا ينسى مثل هذه المواقف العظيمة.
وفي تقديري إن هذا الموقف الشجاع والمفعم بالإيمان للسيد هنية بمثابة لطمه وهزيمة جديدة لهذا الكيان في الوقت الذي لم تتحرك فيه أي دولة من الدول المتشدّقة بالعروبة والإسلام لمساندة هذا الرجل ولو معنوياً، واكتفوا بالصمت المهين مع منع أي تحركات شعبية للتنديد بهذا الكيان وحبس كل من يحاول التظاهر ضده مكتفون مع وسائل إعلامهم الساقطة في بئر التبعية والعمالة على تقديم التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك وإذاعة أغاني العيد ولو تم تصفية كل أبناء الشعب الفلسطيني .. والعيد فرحة وعجبي!