بقلم: كنده الجيوش
يستغرب العديد من الأصدقاء الغربيين ان العرب عموما وابناء الجالية العربية في بلاد المهجر لا تأخذ الفائض من الطعام او الوجبة التي طلبت في المطعم. الغربيون عموما يأخذون ما تبقى من الطعام. وهذه عادة متبعة لمحاربة الهدر في الطعام.
ولكن من ناحية اخرى فإن بعض العرب مبدع أيضا بعدم الهدر وبالتدوير داخل المنزل. وعند اهل الشام مثلا بقايا الخبز اليابس تصبح وجبة جديدة وهي فتة حمص والأوعية الزجاجية او البلاستيكية كأحواض للزراعة وغيرها من الأمثلة.
وغالبا ما يكون ذلك لدى ابناء الطبقة المتوسطة وان اشترك فيها الغني والمتوسط والفقير في احيان كثيرة.
في الغرب ان تأخذ ما تبقى من الطعام ليس بدليل على فقر الحال او غناه لان الشخص الذي دفع مثلا ١٠٠ دولار لعشاء ليس بحاجة لبقايا الطعام التي في صحنه. نحن العرب — احيانا — نأخذها كدليل على العزة او الحالة المادية ونخجل ونقع في فخ الهدر.
هذه العادة قديمة في الغرب وهي لمحاربة الهدر ومن منطلق انه وان كان لديك الوضع المادي المريح لتشتري ما تريد فإن الموارد علي الارض هي للجميع ويجب الحفاظ عليها.
واللوم بالهدر اليوم لا يقع فقط على العرب وأنماط التصرف بل على الغرب والعادات الجديدة التي نشأت مع الحياة السريعة والعمل الكثيف.
وحسب احصائيات رسمية فان حوالي ٥٠ بالمائة من الطعام الذي نستهلكه في الغرب يتم هدره اما كبقايا او بعد ان يصبح غير صالح للاستهلاك زمنيا.
ومن ناحية اخرى وان كان الغربيون متقدمين عن العرب في العديد من النواحي في الحفاظ على البيئة وعملية التدوير كأفراد وممارسات حكومية فانه لازال هناك العديد من الممارسات الضارة بالبيئة والتي يجب ان يبذلوا جهودا كبيرة على المستوى الفردي والحكومي لتطويرها.
والغرب يسعى يوميا لتطوير نفسه. ومثلا الكثير من المطاعم الراقية في الغرب تتبرع بباقي الطعام الصالح للاستهلاك الى الملاجئ والمنظمات الانسانية التي تساعد الفقراء.
وكذلك هناك مؤسسات ومنظمات تعمل على التدوير في مجال الطعام وأوعية الأطعمة وغيرها ومساعدة الرجل والمرأة العاملين في نظام الحياة السريعة.
ان نقوم بالتدوير ونسعى لاستكشاف أشكال جديدة له او استحضار بعض من تاريخنا مهم للبيئة التي تعطينا كل يوم من خيراتها.